من ماثيو بيج - نيويورك - رويترز - اذا كنت تريد ان تحس بالألم الذي يشعر به كثير من الأميركيين السود الذين انقطعت علاقتهم بأفريقيا فما عليك الا ان تستمع الى صيحات الفرح عندما تمكن مواطنون سود من سد هذه الفجوة باستخدام تحليل الحمض النووي لتتبع أصولهم حتى بلد معين. وقالت فيرونيكا هنري من لاس فيغاس التي استقالت من وظيفتها في شركة لتكنولوجيا المعلومات وانشأت موقعاً على الإنترنت بعدما علمت في عام 2007 ان نسب والدتها يرجع الى منطقة ميندي في سيراليون "لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب". وقالت ستيفاني سميث من راندالستاون في ولاية ماريلاند بعدما اكتشفت ان اصولها تعود الى سيراليون: "أشعر أخيراً ان الفجوة بيني - بصفتي أميركية - أفريقية - وبين الأفارقة الآخرين بدأت تتلاشى جزئياً". وقال آخرون ان التوقع أصابهم بتوتر بالغ عندما كانوا يفتحون المظروف الذي يحتوي على نتائج اختبارات الحمض النووي التي قد تكشف تسلسل نسبهم. ومنذ ان جعلت خرائط الحمض النووي من الممكن رصد سلسلة النسب أجرى عشرات آلاف الأشخاص في انحاء العالم هذه الاختبارات. لكن العملية أثارت اهتمام الأميركيين الأفارقة على وجه الخصوص لأنها تقدم لهم ما يمكنهم من التغلب على الانفصال القسري عن بلدهم الأصلي. وبالنسبة الى كثيرين من الأفارقة تمثل زيارة الرئيس باراك اوباما الى غانا التي بدأت أول من امس عودة الى الوطن لأول رئيس أميركي - أفريقي. وقالت سميث عن خبرتها قبل تعقب جذورها: «كنت اشعر دائماً اني مثل الشيء المزيف او الدخيل اذا حاولت الانضمام او المشاركة في مهرجانات تراثية او مؤتمرات ثقافية تركز على مكان معين في افريقيا مثل غانا او السنغال او كينيا». وأضافت «الآن اشعر ان لدي انتماء». وتحاول فيرونيكا هنري اضفاء الطابع الرسمي على عودة صلتها ببلدها الأصلي عبر التقدم للحصول على جنسية سيراليون الى جانب جنسيتها الأميركية. وتقول شركة «افريكان انسيستري» انها أجرت بنجاح 15 الف اختبار منذ تأسيسها في عام 2003 لكن لأن الجينات الخاصة بالنسب من جهة الأم تمتد لجميع الإناث في العائلة فإنها تقدر ان 100 ألف أميركي يعرفون الآن جذورهم الأفريقية.