موضوع اليوم لا علاقة له بلون السيارة ولا مظهرها ولا بتلك الإضافات التي يحرص البعض على تزيين سيارته بها ولا حتى بموضة التغبير(بالباء) التي سأتناولها في موضوع مُنفصل بمعنى لا علاقة لحديثي اليوم بتلك الشكليات التي يهتم الناس بها في بلادنا إذ حينما تسمع في أوربا أو أمريكا على سبيل المثال سيارة خضراء فهذا يُشير إلى أنها مركبة صديقة للبيئة ذات انبعاثات كربونية مُنخفضة أو أنها تستخدم وقوداً لا يلوّث البيئة ، لهذا تتسابق اليوم الشركات المُصنّعة بإنتاج سيارات تسير بوقود غاز الميثان وهو أقل تأثيراً من بقيّة المشتقات البترولية الأخرى على البيئة وفي الجانب المقابل تقوم الدول والحكومات بإصدار التنظيمات الصارمة والدعم لكل الأنشطة التي تتعلق بنظافة البيئة وتُحارب التلوث بكافة ميادينه بعد أن وصل الحال إلى درجة من الخطورة لا يمكن السكوت عليه أو تجاهله. في مجلّة البيئة والتنمية الصادرة في شهر يونيو 2009م ورد أن الحكومة البريطانية ابتداءً من سنة 2011م أي بعد سنتين من الآن ستدعم شراء كل سيارة كهربائية أو هجينة (هايبريد) بمبلغ يتراوح بين 2200و 5600 يورو فبعد سنتين حسب الخبر ستنزل للأسواق أول دفعة كبيرة من السيارات الهجينة كما سيتم قبل ذلك نشر محطات لشحن بطاريات السيارات الكهربائيّة في أنحاء البلاد ، يُضاف الدعم المالي المقترح إلى بعض الحوافز التي تُقدّم حاليا كخفض ضرائب الطرق على السيارات الخضراء، فضلاً عن توفيرها الوقود وهذا الأمر أدى بالناس هناك إلى التفكير بالبيئة عند شراء سيارة. وصلنا الآن إلى الجانب المُعتم في الحكاية إلى آلاف (بدون مبالغة) من تلك الخردوات ، بقيّة سيارات تجوب شوارع وطرقات بلادنا تنفث الدخان والعوادم بكافة أنواعها لأجوائنا دون اكتراث لا بصحة الإنسان ولا بنظافة البيئة..! من يُصدق أن بلادنا وهي عضو في نادي العشرين أي من أقوى اقتصاديات العالم لا يوجد بها نقل عام منظّم يُغني غير القادرين على امتلاك سيارات سليمة مطابقة لمواصفات السلامة وصديقة للبيئة للبحث عن بقايا السيارات في التشليح (السكراب) وتجميعها بأي شكل ثم امتطائها كالدابة ولا يهم بعد ذلك أيّ شيء المهم أنها (تقضي الحاجة).! يا جماعة الخير غير معقول هذا أبداً أبدا ، صدقوني إذا استمر الحال على ما هو عليه فسنقع في كارثة بيئية لو دفعنا دم قلوبنا مُستقبلاً لن نُعالجها، أقولها بكل صدق مُعظم سياراتنا سوداء كالحة تدلع لسانها للبيئة وأهلها.