انتهى الموسم الرياضي لاتحاد تنس الطاولة، الذي مرَّ هادئا، ومنسجماً فيما بين اتحاد اللعبة والأندية المنضوية تحت لوائه، من خلال الودّ والتناغم التام فيما بينهما؛ إذْ يعد الموسم الأول الذي يطويه اتحاد تنس الطاولة دون أن تسجل حالة احتجاج واحدة أو مذكرة احتجاج لفريق على آخر طيلة الموسم منذ تأسيس الاتحاد السعودي لتنس الطاولة عام 1956م برئاسة سليمان الجبهان، ولعل تلك تعد نقطة إيجابية تسجل لمصلحة إدارة الاتحاد الحالية التي تم تشكيلها في الموسم الفائت برئاسة محمد الحسيني. وكانت أول بطولة يشارك فيها اتحاد اللعبة على المستوى الخارجي هي بطولة الجزيرة العربية، ولم يوفق المنتخب السعودي في تحقيق نتائج إيجابية، بينما كانت انطلاقة أول بطولة محلية في العام ذاته من تأسيس الاتحاد، تلك كانت توطئة لابد منها قبل السبر في أغوار الاتحاد السعودي لتنس الطاولة وكشف حسابه وتقديم عرض تفصيلي لإيجابياته وسلبياته التي حدثت في الموسم المنتهي. ** موسم اتحادي يعد نادي الاتحاد أحد أهم الأندية ذات الاهتمام باللعبة، فهو يسيطر على بطولات تنس الطاولة منذ فترة طويلة؛ وخصوصالً على مستوى الفريق الأول والناشئين، فيما يأتي غريمه التقليدي الأهلي وصيفاً، بينما يتنافس فريقا مُضر والفتح على المركز الثالث في مختلف البطولات. وكان الاتحاد قد سيطر في هذا الموسم على بطولة الدوري الممتاز، وكأس الاتحاد، وكأس النخبة على مستوى الكبار، أما فيما يخصّ الفئات السنية فإن نادي السلام من القطيف يعد الأبرز بسيطرته على بطولتي الشباب والناشئين للنخبة وبطولة السعودية للشباب. أما على المستوى الفردي لكون منافسات اللعبة تقام على مستويين فرق وفردي إذ تقام بطولة خاصة للفردي هي بطولة الأمير فيصل بن فهد فقد كان نصيب لاعبي الاتحاد عبدالعزيز العباد، ونايف الجدي نصيب الأسد منها؛ فالأول نال الميدالية الذهبية، والآخر الفضية، بينما ذهبت البرونزية للاعب الأهلي خالد الحربي. **اهتمام بالمراكز التدريبية تحظى المنتخبات السعودية باهتمام خاص من قبل اتحاد اللعبة، ونظرا للمشاركات السلبية للعديد من المنتخبات واللاعبين على المستوى الفردي في البطولات الخارجية خلال السنوات الماضية فقد رأى الاتحاد السعودي لتنس الطاولة في خطوة إيجابية تحسب له افتتاح مراكز للتدريب في كل من جدة والأحساء، وسيهات للاهتمام برعاية الموهوبين، ومتابعة لاعبي المنتخبات عن قرب بإشراف مدربين متعاونيين مع الاتحاد. **مشاركات خارجية سلبية ولعلَّ الملفت للنظر أنَّ مشاركات المنتخبات السعودية لم تكن إيجابية؛ وظلَّت بعيدة عن المنافسة، وكانت مشاركاتها فقط من أجل الاستفادة والاحتكاك ولبناء قاعدة لمستقبل مشرق. وكانت مشاركته في بطولتي الناشئين الدولية بمصر وتونس لم تظهرا بالمستوى المطلوب نظراً لمشاركة منتخبات دولية متقدمة في اللعبة كألمانيا، والسويد، وإيطاليا، إلى جانب الصين وكوريا. ويسعى الاتحاد إلى قطف نتائج تلك التجربة في المشاركات المقبلة في بطولة كأس العرب بمصر نهاية شهر يوليو المقبل، وبطولة الخليج بالإمارات في شهر أغسطس، والبطولة الدولية في قطر والكويت "فردي"؛ إذ يسبقها معسكر خارجي بالسويد لمدة 10 أيام، كل ذلك يأتي لتلافي أسباب السقوط التي كانت العنوان الرئيس في المشاركات السابقة. ومن أبرز السلبيات أيضاً عدم دخول المنتخبات السعودية في أي معسكر خارجي إعداداً للبطولات والاستحقاقات التي شارك فيها وهنا يجب أن نضع علامة استفهام. **غياب المعلومة يعاني الاتحاد من ضعف في توثيق مشاركاته وإيجاد المعلومة الجاهزة لوسائل الإعلام بفضل غياب العمل الاحترافي في الاتحاد الذي لا يزال في صراع من أجل إيجاد الحلول المناسبة للانفتاح على وسائل الإعلام، فالإعلاميون الذين يريدون متابعة أنشطته يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى ما يريدون. ولعل من غير الإنصاف أن نغفل في كشف حسابنا هذا مشكلة إغلاق موقع اتحاد كرة الطاولة على الشبكة العنكبوتية بسبب خلاف بين المسؤول عن الموقع، وعضو في الاتحاد لم يفِ بوعده المالي مع منشئ الموقع؛ مما حدا بالطرف الآخر إلى إغلاق الموقع دون منح الاتحاد أي معلومة بشأنه للاستفادة منه أو تعويضه عن جهوده التي بذلها في الموقع الذي كان يقدم عملاً مقبولاً في التواصل بين محبي اللعبة ويزيد من فرص متابعتها بشكل كبير. **روزنامة متكاملة إذا كنا قد تطرقنا إلى أبرز السلبيات التي أثرت على نجاح اتحاد تنس الطاولة؛ فلابد أن نذكر أبرز الإيجابيات التي رسمت مساحة للتفوق والإبداع داخل المسابقات المحلية لتحقق النجاح المطلوب، ولعل تنظيم روزنامة متكاملة بحيث لم تؤجل سوى مباراتين لفريق الاتحاد بسبب مشاركته الخارجية. وبفضل هذه الروزنامة أيضاً فإن الموسم المقبل سيبدأ في 16 من شهر شوال المقبل ببطولتي الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى ، والتي تضم ثمانية فرق في كل مسابقة. **انتقالات ناجحة أبرز الانتقالات التي شهدتها صالات تنس الطاولة كانت بانتقال أمان هاشم من فريق السلام إلى مُضر وتعد تلك الصفقة ناجحة بكل المقاييس، فاللاعب ساهم بشكل كبير في إيصال مُضر للمركز الثالث، كما يعد انتقال ماجد الصيعقر من الوصيل إلى الدرعية مهماً؛ إذْ ساهم بشكل بارز في صعوده لدوري الدرجة الأولى.