سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة تتطلع لمساهمة عربية فعالة في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة .. وتدعو لدعم السلطة في الصومال الفريق الركن فهد بن عبدالله: البحرية السعودية تسير دوريات في خليج عدن
دعت المملكة في اجتماع عقد صباح امس في الرياض لبحث آليات مكافحة القرصنة جميع قادة القوات البحرية في الدول العربية المطلة على البحر الأحمر ودول مجلس التعاون إلى دعم الجانب المدني وتعزيز سلطة الحكومة الصومالية من اجل استتباب الامن وتناقص أعمال القرصنة .وقال قائد القوات البحرية الفريق بحري ركن سمو الأمير فهد بن عبد الله إن المملكة تتطلع ان يصدر عن هذا اللقاء مساهمة عربية فاعلة في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة التي أصبحت هاجساً امنياً لدولنا والعالم اجمع. وقال سموه في كلمة أمام المجتمعين إن المملكة تتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع السياسي في الصومال وتبدي قلقها الشديد من استمرار حالة عدم الاستقرار التي يعيشها هذا البلد الشقيق اليوم وما أفضت إليه من فوضى أمنية وتدهور للأوضاع السياسية والإنسانية كانت بالمحصلة سبباً مباشر لتفاقم ظاهرة القرصنة البحرية التي تجاوزت حدود الصومال والمنطقة وقد سبق وان بادرت المملكة لاستضافة لقاء المصالحة للفصائل الصومالية في جدة كما ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجه نداء للفصائل الصومالية لتغليب مصلحة بلدهم على المصالح الضيقة والشخصية ... كما ان المملكة قد رحبت باتفاق جيبوتي الذي أفضى لانتخاب الشيخ شريف احمد رئيساً للصومال. وأشار الامير فهد بن عبدالله إلى ان المملكة تنظر إلى القرصنة كأحد أنواع الجرائم البحرية التي تضرب مفاصل الاقتصاد العالمي مؤكداً على وجوب بذل مزيد من الجهد للحفاظ على امن المنطقة واستقرارها , وذلك بدعم الجانب المدني وتعزيز سلطة الحكومة الصومالية من اجل استتباب الأمن وتناقص أعمال القرصنة مشيراً إلى ان مسؤولية ذلك تقع اولاً واخيراً على عاتق دولنا، لا سيما ان هذه الأحداث تقع ضمن مجال أمننا الإقليمي وتهدد خطوط الملاحة البحرية المؤدية من وإلى موانئنا البحرية موضحاً وجوب التصدي لهذه الظاهرة والحد من انتشارها ووصولها إلى بحارنا الاقليمية. واكد سموه خلال الاجتماع على ضرورة التعاون المتكامل لدراسة السبل والإمكانات لتأمين حرية وسلامة الملاحة البحرية في منطقتنا والتعاون مع الدول الصديقة في مكافحة ظاهرة القرصنة والتي أصبحت تشكل خطراً كبيراً على مصالحنا ومرافقنا الحيوية وتهدد الملاحة الدولية مع أهمية ان تكون هذه الإجراءات وفق قرارات الشرعية الدولية وتحت مظلة الاممالمتحدة . من جهته اوضح سفير جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة بأن بلاده قامت بجهود في مجال مكافحة القرصنة وتأسيس مركز إقليمي لمكافحة القرصنة ليكون ثالث مركز بعد مركزي تنزانيا وصنعاء. وأوضح أن جيبوتي قامت بالمزيد من الدعم والتنسيق لتعزيز قوات حرس السواحل الجيبوتية في الشهر الثاني من العام الحالي من أجل الحد من ظاهرة القرصنة التي يشهدها البحر الأحمر مشيراً إلى أنه يمكن استضافة 400 جندي صومالي.. ثم ألقى السفير السوداني لدى المملكة عبد الحافظ محمد كلمة أوضح فيها أن ما نسبته (55%) من التجارة العربية تعبر من خلال البحر الأحمر إضافة إلى العديد من سفن الشحن التجارية مشيراً إلى أن عمليات القرصنة سجلت 50 عملية خلال العام 2006 2007 كما ارتفعت هذه الحصيلة إلى 100 عملية قرصنة هذا العام. وأشاد السفير السوداني برؤية المملكة لبلورة رؤية موحدة على أساس أن مسؤولية أمن البحر الأحمر تقع على عاتقها وأمن البحر الأحمر يبقى خطاً أحمر. في ذات السياق أكد رئيس الوفد اليمني رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية العميد علي أحمد راصع استعداد بلاده للتعاون مع الدول العربية بهدف مكافحة القرصنة والجرائم المنظمة بحكم موقعها الاستراتيجي المطل على خليج عدن والمقابل للسواحل الصومالية إضافة إلى تقديم كامل التسهيلات للسفن العربية المشاركة في مواجهة القرصنة موضحاً بأن بلاده ترحب بتبادل الخبرات والمعلومات وإجراء التدريبات المشتركة وذلك في نطاق الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين تلك الدول, مشيرًا إلى أنه لو تظافرت جهود الدول العربية المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر بما تملكه من إمكانات عسكرية وبشرية فستكون قادرة أكثر من سواها في الاضطلاع بدور أكثر إيجابية للحد من القرصنة ومكافحة الهجرة غير القانونية وتهريب المخدرات. وبين رئيس الوفد اليمني رئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية أن مشكلات القرصنة لا تؤثر سلبا على دولة بعينها من دول المنطقة بل أصبحت كل دول الإقليم العربية تتأثر سلبا بهذه المشكلات، لافتا النظر إلى أن مشكلة القرصنة التي تعاني منها دول المنطقة والملاحة الدولية أثبتت أن دولة واحدة مهما بلغت إمكاناتها لا تستطيع مواجهة هذه المشكلة بالتالي لجأت الدول الغربية إلى التكتل من أجل محاربة هذه الظاهرة. وفي لقاء صحفي على هامش الإجتماع بين سمو قائد القوات البحرية الملكية السعودية أن الاجتماع المشترك لقادة القيادات البحرية وخبراء وزارة الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المطلة على البحر الأحمر يهدف إلى تطوير آلية التعاون والتنسيق المشترك للدول العربية المطلة على البحر الأحمر ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال إن القوات البحرية الملكية السعودية تقوم حالياً بتسيير دوريات مستمرة في خليج عدن وقد قامت بتأمين الحماية للعديد من السفن التجارية السعودية وسفن تجارية لدول أخرى مشيراً إلى أن تشكيل قوات بحرية للدول العربية المطلة على البحر الأحمر ودول مجلس التعاون مطروح للنقاش على أمل التوصل إلى توافق على تشكيل هذه القوة. وأضاف سموه أن الاجتماع هو نتيجة توفر الإرادة السياسية لدى قيادات الدول لمكافحة القرصنة وبالتالي تم الاجتماع لإيجاد الحلول الميدانية. وحول سعي المملكة لتطوير دورها من قوة مستقلة إلى قوات مشتركة مع الدول ، قال الفريق الركن فهد ين عبدالله إن أحد أهداف الاجتماع هو بحث التنسيق العربي المشترك مع القوات المتعددة الجنسيات التي تعمل في المنطقة لمكافحة القرصنة والاتفاق على آليات المساهمة العربية في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة. وبين سموه أن مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي غير المطلة على البحر الأحمر يأتي لانعكاس تأثير خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر سلباً على خطوط الملاحة البحرية في الخليج العربي نظراً لوقوعها ضمن الأمن البحري والإقليمي لدول المنطقة وأن أمنها جزء لا يتجزأ من البحر الأحمر، وأعرب عن أمله في أن تتمكن الحكومة الصومالية الجديدة من توفير الأمن والاستقرار في الصومال لأهمية استقرار الأوضاع على الأرض مما سيسهم في الحد من تلك الظاهرة. وأفاد سموه أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في الصومال أوجدت بيئة خصبة شجعت على تنامي ظاهرة القرصنة وفي هذا الإطار أدركت المملكة الجانب الإنساني وقدمت الكثير من المساعدات منذ دخول الصومال في هذا النفق المظلم من خلال إعادة الأمل في عام (1991م).