وجوه قد تتغير بلحظة وأنفس يديرها الزمن، وتديرها الحياة ومن يعيشون فيها تارة إلى السعادة ودوماً إلى الحزن والألم، والصدمة، زمن كثرت فيه الأنفس التي تتغير بتغيره، وتتغير من تقلب الناس به ويسيرون وراء أهوائهم ورغباتهم ومصالح قد تكون تافهة ولا تقدر بثمن، وأصبح العالم هم وحدهم من يسيرونهم بكل الطرق والوسائل، وأصبح الصالح طالحاً بنظرهم والحذر خوافا والذي يتمصلح بالمتعاون!! والذي يكذب ويتباهى بالسمعة الحسنة، كيف ذلك!! لم يعد لكيان الإنسان ولا لشخصيته مكاناً أصبح يرى هذا، ويفعل مثل هذا، ويجامل هذا، ويرضى هذا، على حساب من!! أصبح كل إنسان يعيش فقط لسبب واحد ومبدأ واحد ألا وهو «السمعة والمصلحة»، بغض النظر عما تكون عليه، ولا يجعل لذاته أي معنى وقد تنعدم مع مرور الزمن وهو لا يدرك ذلك، يعمل فقط ليرى الناس وما قدم ويغفل جانباً وهو الأهم أن الله عز وجل يراه، لا يعلم أنه اليوم وغداً ستسير به الدنيا إلى ما يريد، ويأخذ كل ما يريد وسيصدقه الناس لكن بعد ذلك، قد تتغير وينقلب ذاك الشخص الذي يريد هذه الحاجات وسيفضح أمره.. دنيا أجبرتنا على العيش بها وجعلتنا نرى العجب العجاب ممن يعيشون بيننا، لأنهم يسيرون على مبدأ واحد مبدأ النفاذ «السمعة والمصلحة» فقط ومبدأ الظهور، سئمنا من هذه الأخلاقيات وما لنا من الزيف، إلى متى سنستمر بهذه الأخلاقيات وإلى متى نلبس أقنعة اعتدنا عليها في وجوه كثيرة، متى سنقف أمامهم، ومتى سنخبرهم بحقيقة أمرهم، متى ستستيقظون، متى سيصحون من هذه الغفلة، ومتى سترى أعينهم النور الصحيح لا المزيف، متى هم يدركون قبح عملهم، ومتى سنمحو هذه الظاهرة من العالم أجمع..