عجيب هذا الزمن الذي نعيش فيه، فقد أصبحت المادة تسيطر على عقول أكثر الناس الذين سخروا وقتهم وجهدهم للركض خلفها، وكيفية الحصول عليها، متناسين واجباتهم الاجتماعية المكلفين بها، ومن ذلك صلة الرحم التي انعدمت لديهم. والشيء المحير أن هؤلاء لا يتذكرون أن لهم أهلا وأقارب وأصدقاء إلا في المناسبات والأعياد فقط، ثم يتوارون عن الأنظار. فمتى يستيقظ هؤلاء من سباتهم؟! ومتى يدركون أن هذه الدنيا زائلة، وأن ما جمع فيها وما كسب فإن مصيره إلى الزوال؟! أما الشيء الباقي فهو السمعة الطيبة، والذكرى الجميلة التي يتركها المرء بعد رحيله لدى الناس. وهؤلاء الذين نسوا أو تناسوا أن لهم واجبات يجب القيام بها، هل سألوا أنفسهم مرة: ماذا سنخلف بعد رحيلنا؟! إنها دعوة لهؤلاء لأن يحكموا ضمائرهم قبل عقولهم، وأن يسخروا جزءا من وقتهم لصلة رحمهم، وأعتقد أن ذلك لن يضيرهم شيئا، بل سيضيف إليهم الكثير.