بين الدكتور خالد الدامغ خبير الزلازل بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بمدينة العلوم والتقنية ان الزلزال الذي وقع يوم الاحد الماضي في جنوب شرق آسيا يعد من أكبر الزلازل خلال الاربعين سنة الماضية حيث بلغت قوته (9) درجات حسب آخر تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية الامريكية. واضاف أن الزلزال الكبير الذي حدث تحت قاع المحيط الهندي قبالة الساحل الشمالي الغربي لجزيرة سومطرة الاندونيسية وبالتحديد على خط عرض 3,2 شمالا وخط طول 95,7 شرقاً وبلغت قوته (9) درجات على مقياس ريختر المفتوح وقد نتجت عنه موجات زلزالية مائية مدمرة اصطلح على تسميتها ب «السنامي» أدت إلى الحاق اضرار بشرية ومادية كبيرة في العديد من سواحل الدول والجزر المطلة على بؤرة الزلزال. واشار الدامغ إلى أن ظاهرة الموجات الزلزالية التي حدثت نتجت عن الازاحة العمودية للماء الناجمة عن الحركة المفاجئة كالصدوع الضخمة تحت قاع المحيط، حيث تنتقل هذه الموجات إلى السواحل المطلة بسرعات تتناسب طردياً مع عمق الماء مما يشكل ارتفاعاً للامواج قد يصل إلى حوالي 35 متراً عند السواحل تجرف معها الرمال والاشجار مسببة فيضانات هائلة ودمارا شاملا. واضاف ان محطات الرصد الزلزالي في المملكة قامت بتسجيل هذا الحدث حيث اقتصر تأثير هذه الموجات الزلزالية المائية في دول الخليج العربي والجزيرة العربية على السواحل الجنوبية لليمن وعمان المطلة على المحيط الهندي. واشار الدكتور الدامغ إلى ان الموجات الزلزالية المائية تنتج بعد حدوث الزلازل وتنتقل بسرعات يمكن تحديدها، ومن الممكن متابعتها واصدار تحذيرات لمن هم قريبين من السواحل بالابتعاد عنها واللجوء للمناطق المرتفعة والبعيدة. وبلغت سرعة الموجات الزلزالية المائية المصاحبة للزلزال حوالي 800 كم/ ساعة وكان اقليم (اتشه) الاندونيسي من أكثر المناطق تأثراً ويقع على بعد حوالي 250 كيلو متراً من مركز الزلزال وقد وصلت الموجات اليه بعد (18) دقيقة من وقت حدوث الزلزال. وقال الدامغ ان هذا الزلزال يعد رابع أكبر زلزال خلال المائة سنة الماضية وهو ثاني اكبر زلزال بعد زلزال آلاسكا الذي وقع عام 1964م والذي بلغت قوته (9,2) درجات حيث يعتبره العديد من العلماء بداية عصر جديد من المتابعة والتحذير من الموجات الزلزالية المائية حيث ان من تداعيات هذه الزلزال والذي صاحبه حدوث موجات زلزالية مدمرة انشاء مركز دولي للتحذير المبكر من هذه الموجات حال رصدها وانضمت إلى هذا المركز العديد من الدول المعرضة لمثل هذه الظاهرة مثل أمريكا واستراليا واليابان. ونظراً لندرة حدوث هذه الظاهرة في المحيط الهندي فإن الهند وسريلانكا لم تنضما إلى هذا المركز مما يعد أحد الاسباب التي يعزو اليها بعض المحللين ازدياد عدد الوفيات في كلتا الدولتين بالمقارنة مع البلدان الاخرى التي تعرضت لآثار هذا الزلزال.