(عودة قوية لرياضة السيارات) قرأت مثل هذا الكلام في الصحف. هذا التعبير يتضمن ثلاثة معان. الأول كما يشير المعنى الظاهر على سطحه أن هناك عودة لرياضة السيارات والمعنى الثاني يشير بأن هناك عودة سابقة لرياضة السيارات ولكنها كانت ضعيفة. أما المعنى الثالث وهو الأساس فيشير إلى أن هناك أصلا رياضة سيارات. إذا نظرت يمينا وشمالا لن تجد على أرض الواقع شيئا اسمه رياضة سيارات. يذكرني هذا التعبير بتعابير أخرى كثيرة تردد باستمرار حتى أصبحت واقعا. في كل صفحة من صفحات الفن تقرأ من يقول بكل ثقة (المسرح السعودي). تكررت هذه الجملة حتى أضحت حقيقة لا تقبل النقاش. هناك شيء اسمه المسرح السعودي. أين يوجد, من هي الجهة التي تشرف عليه وكم عدد الفرق المسرحية؟ كل هذا لا يهم. المسرح السعودي أصبح موجودا. بدأنا هذه الأيام نسمع عن شيء اسمه (السينما السعودية). بدأت الصحف مع بعض الكتاب الحديث عن السينما السعودية. بعد سنتين أو ثلاث سوف تترسخ هذه الكلمة ويصبح هناك شيء اسمه السينما السعودية. في كل مرة اسمع مثل هذه العبارات أتذكر دباب أمان. أمان هذا لاعب حواري جيد من لاعبي أيام زمان. حاولت النوادي الرسمية استقطابه. في أيام شارع العطايف كانت الإغراءات متواضعة. أكبر عطية يتلقاها اللاعب دباب هوندا. قدمت الفرق (الهلال النصر الشباب الأهلي) عروضا مختلفة لاستقطابه. عرض أحد الفرق على أمان دبابا شريطة أن يسجل في النادي رسميا وبعد عدة أشهر يحصل على الدباب فرفض وبعد مداولات تم الاتفاق على أن تقوم الإدارة بشراء الدباب والاحتفاظ به في النادي على أن يسلم له بعد أن يثبت ولاءه للنادي وجديته في اللعب. وافق أمان. أحضرت الإدارة الدباب ووضعته في قبو النادي. انتظم اللاعب في صفوف الفريق. عرف الناس أن الدباب الموجود في قبو النادي هو دباب أمان. ولأن الدباب هو أغلى شيء موجود في القبو صار العنوان الرئيسي في القبو. (رح شفه جنب دباب أمان).( شفت دباب أمان تراه وراه بالضبط). (إذا تعديت دباب أمان شفه على يسارك). ترسخ الدباب باسم أمان. أصبح لأمان دباب دون أن يمسه أو يقترب منه. انقضى وقت الاتفاق. طالب أمان بالدباب ولكن إدارة النادي بدأت تماطل. أمان الآن مسجل في كشوفات النادي ولا يستطيع أن يتنصل من توقيعه. مضت الأيام ودباب أمان موجود في قبو النادي والناس جميعا تعرفه بدباب أمان. دخل في لاشعور الناس أن أمان يملك دبابا. امتلاك دباب في ذلك الحين يعني أن وضعك المادي كشاب ممتاز. أخيرا طفش أمان. ذهب إلى إدارة النادي وقال لهم. أنا لا أريد الدباب. وماذا تريد؟ «أبيكم تفكوني منه؟ صرت غني وأنا فقير». استطاعت إدارة النادي أن تزرع الوهم. زرعت في رؤوس الناس أن أمان يملك دبابا كما زرع الإعلام في رؤوس الناس أن هناك مسرحا ورياضة سيارات وقريبا سينما الخ.