أصبح قطاع التأمين لدينا هو « البطل « و» المنقذ « في تعويض الخسائر للخاسرين أو من فقدوا أموالهم بالسوق، وقد يكون هناك من استفاد من « تدبيلات « الأسعار التي تحققت بأسعارها خلال المرحلة السابقة، والان نلحظ اكتتاب أربع شركات تأمين بقيم اسمية تأسيسية بأسعار 10 ريالات للسهم كقيمة اكتتاب، وتم تغطيتها أضعافا مضاعفة من 4 إلى 6 مرات حتى الان، وهذا ينفي تماما لكل من يروج أو يحاول ترويج أن الاكتتابات تغرق السوق، أو تمتص السيولة، وهذا صحيح على الأقل امتصاص السيولة بشركات جديدة بدلا من تضخيم أسعار شركات قائمة، ومن ينظر مقاييس ارتفاع أسعار شركات التأمين، لا يجد إلا سببين فقط الأول قلة الأسهم وضعف رؤوس الأموال، وتكاتف مضاربي « الاستراحات « والفنادق، أو الوسطاء الذين يمارسون « اللعبة الهرمية « بحيث الداخل أولا هو الرابح والأخير هو الخاسر، وحين تتفخخ الأسعار فهي كارثة كبرى بالسوق بالطبع، فكل ارتفاع سعري لا يعني قيمة سوقية مضافة بالسوق أو أي قيمة إيجابية عدا أنها مضاربة، فهي لا توظف مواطنا ولا تضيف للاقتصاد الوطني إلا خاسرين جدد وأثرياء قلة وغالبا هم الوسطاء أما أصحاب رؤوس الأموال الرئيسية فهم الخاسرون في النهاية، وكما قال لي صالح كامل رجل الأعمال المعروف ان المضاربة هي « خراب » الأسواق ولا تعني شيئا بالطريقة التي نمارسها، ونفهم وندرك أهمية المضاربة كأداة من أدوات جذب رؤوس الأموال والسيولة ولكن أصبحت الان بهذه الممارسات خطرا كبيرا والنتائج ستأتي تباعا مستقبلا. وبطيعية مجتمعنا الذي لا يقبل أن تقول سهم لا يستحق سعره ( ولا أعمم ولكنها شريحة الأقل معرفة بالأسواق ) أو أن سعره مبالغ به، وكأنهم يريدون أسعارا ترتفع بلا توقف، وأن لا يتم تصحيحها بأي وسيلة كانت أو طريقة، يريدون الاستمرار بالارتفاع إلى ما لا نهاية، وليتهم يدركون أن كل ارتفاع أعلى من القيمة المستحقة وان استمر يعني زيادة الأثر السلبي القادم أكبر وأصعب وشاهدنا ذلك كثيرا وحتى الان، الأسواق لدينا تمارس بطريقة اكسب واهرب وليس استثمر وابحث عن عوائد عن قيم الشركات المستحقة والعادلة، وقطاع التأمين أصبح الان يستحوذ عل كل شريحة المضاربين والباحثين عن الثراء بأي وسيلة كانت، ولا تسأل عن ما هو مسموح وغير مسموح، واكتتابات التأمين تثبت صحة أننا « لم نتعلم » ولازال للتعليم بقية، فهل شركة تخسر نصف رأس مالها أصبح سعر سهمها يقارب 100 ريال ؟ أغلى من جميع البنوك وقطاع الاتصالات، وسنرى كوارث ستأتي لاحقا، ثم سيسأل الكثير كالمعتاد أين هيئة سوق المال ؟ وكأنها مسؤولة عن الانخفاضات وتحاسب علية فقط، وهذا غير صحيح، يثبت السوق مجددا أننا بحاجة لأكتتابات كبيرة وضخمة تمتص قوة وجشع وطمع من يمارسون لعبة النار التي تتم لدينا، فدائما خطر الأسواق يأتي من « الجشع والطمع والبحث عن الثراء السريع « ثم لا تسأل عن الوسيلة بقدر كم ارتفع رأس مالك. فمن بحث عن مكائن « سنجر » وسهم بيشة والان التأمين، فالخلل لا يأتي من السوق وأدواته بقدر من الأفراد الذين هم بالسوق ويتداولون به بنسبة 93%، فسوق الأفراد يغلب على سوق مؤسسي أكثر رسوخا، وليتهم يتعلمون !.