بجهد وعناية الأستاذ صالح بن عطا الله بن خزيم تم جمع وتحقيق ديوان الشاعر الكبير عطا الله بن خزيم الذي يقع في أكثر من مائة وثماني وعشرين صفحة، ويحتوي على سيرة رجل عصامي، وثقت قصائده الجزلة للراصد ما كان عليه حياة أبناء الوطن المشرفة إبان فترة حياة الشاعر المولود عام 1295ه والمتوفى عام 1393ه من ولاء مشرِّف ووفاء متناهٍ لولاة الأمر وللوطن، وكذلك ما قدمه السلف للخلف من الأجيال من سلوك يحتذى في عزة النفس وما سواها من مكارم الأخلاق التي هي ديدن أبناء المملكة العربية السعودية من كل جيل، وجاء في فصل التعريف بالشاعر وجوانب من حياته بقلم معد الديوان ص11: (هو الأديب الشاعر: عطا الله بن محمد بن عبدالعزيز بن علي بن عمر بن خزيم من آل عزة من بني عمر من سبيع ولد عام 1295 هجرية آخر القرن الثاني عشر في عنيزة إثر انتقال والده إليها من الخبراء آخر حياته رحمهما الله. وكان والد جده قد قدم من منطقة العارض في نهاية القرن الثاني عشر تقريباً، ولتسمية شاعرنا بهذا الاسم مناسبة وهي أن والده رحمه الله كان لا يولد له إلا البنات وكان يتمنى أن يرزقه الله بذكر ثم رأى أنه يوقظ ثلاث ليال يقال له سترزق بمولود ذكر وسمه عطا الله). وأضاف (نشأ إلى أن بلغ الرابعة عشرة من عمره وحانت ساعة العمل فسافر ولأول مرة إلى الحجاز إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حدود عام 1309 هجرية تقريباً وكان فيها ابن عم والده محمد بن عمر بن علي بن خزيم رحمه الله، فعمل في الحرم المدني يشعل قناديل الحرم وهو ما زال في الرابع عشرة من عمره ولعله استفاد من الحرم المدني معرفة وثقافة، فله طموحات عالية ولكنه أولع فيما بعد بالأسفار مع رجالات نجد الذين ينتقلون لطلب الرزق والتزود من الخبرات رغم مقاسات الشدائد، وشارك رحمه الله في أعمال عسكرية كثيرة وكان مثالاً للجد والحزم فقد اطلعت على صك أثبت فيه بعض خدماته لحكومته الرشيدة فمنها أنه عمل في إمارة الجوف حينما كان أميرها عبدالله بن عقيّل رحمه الله وكان يعمل بالهجانة من عام 1344ه إلى عام 1351ه كشاووش مائة نفر، وأنه خلال هذه المدة كان يعمل في المدينة وفي ينبع وفي مكة ومنها إلى اليمن ومنها إلى شرطة الرياض، حينما كان مديرها محمد بن عبدالله بن عطيشان، وذلك من عام 1351ه حينما شكلت الشرطة في هذا العام إلى عام 1358ه) وهو صاحب البيت الشهير: ما مثل نجد إلى عطت بالمقابيل الله يثبّت بالمعزّة رجاله وفي حديث للشاعر رحمه الله عن قصيدته التي أسماها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه -مُرضية- على الصفحة 67 من الديوان قال (قدمت هذه القصيدة للملك عبدالعزيز رحمه الله عند البديعة وكان عنده رشيد المحسن وعبدالله المتعب وابن طلال محمد الله يرحم الجميع والجبر وكلهم حاضرين، قال الملك وش نسمي هذه القصيدة يالاخوان -جزاكم الله خيرا- قالوا نظرك يا طويل العمر قال أنا سميتها مرضية قالوا عز الله إنها مرضية) ومنها: ملك لنا سلطاننا فرز الوغى بحر الندى للعالمين إمام إلى أن قال: معهم هل العوجا وجمع أهل الهجر نعمٍ بهم كلٍ يبي قدام مع سلة القصمان نعمٍ بجمعهم يوم الملاقا للحريب كعام وجموع أهل حايل عسى الرشد فالهم نعمٍ بهم للعايلين خزام واللي حضر يوم اللقا مع امامنا واللي على رأي الامام تمام تطلاهم البيضا على كل باير فازوا بطاعة مَزْبَن النظام وقال يثني على الأمير والفارس الشجاع صاحب التاريخ الكبير والمضيء بحروف من نور في صفحات الوطن الغالي الأمير عبدالعزيز بن مساعد -رحمه الله-: الصبح سجوهن والعصر نوخوا على عِدٍ أحلى ما يكون شراب على مثل هداجٍ إلى زاد ورده تزايد وزاد به الشراب وجاب عبدالعزيز بن مساعد حجا الذي تجلا ويوجس بالعظام عياب تعود على المعروف والجود والصخا وله هيبةٍ منها الرجال تهاب ومنها: يا مزبن الجالي يابو عبدالله يا سيف ياللي للعدا قصاب لك سلة يا وَيْ والله سله على كبد العدا مثل سم الداب كما برع الشاعر رحمه الله في وصف الإبل من ذلك قصيدته -الذلول الحمراء- على صفحة 21 ومنها قوله: حمرا سنامه بالشحم حشو الابداد كنه ظليمٍ جافلٍ مع حمادي حمرا وكن اوروكها يوم تنقاد سيلٍ تقافي مع مضانيك وادي كما احتوى الديوان على روائع أخرى كقصيدة (القهوة، وليعة الدنيا، والألفية، ودعاء وتضرع، ولوعة الفراق، وعنيزة، وهجينيات) وغيرها من قصائد الشاعر الكبير عطا الله بن خزيم رحمه الله.