ليس ثمة مبالغة حين القول بأن المدرب الأرجنتيني الأصل الاسباني الجنسية غابرييل كالديرون هو الأكثر سعادة بين كل الاتحاديين بتحقيق الاتحاد لبطولة دوري المحترفين السعودي. فكالديرون الذي غادر السعودية في ديسمبر 2005 وهو يحمل ورقة إقالته من تدريب المنتخب السعودي على خلفية فشله مع المنتخب الرديف في دورة غرب آسيا بالدوحة والتي خسر خلالها من نظيره العراق 1-5 فكانت صدمة للشارع السعودي كان هاجسه في ذلك اليوم أن تأتي اللحظة التي يؤكد فيها أن قرار إقالته لم يكن في محلهن خصوصا وأنه كان قد قاد "الأخضر" في أغسطس من ذلك العام إلى تخطي التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2006 دون خسارة عقب تغلبه على الكويت وأوزبكستان وكوريا الجنوبية في ثلاث مباريات متتالية منحته صدارة المجموعة وبلوغ النهائيات للمرة الرابعة على التوالي. وغيض للمدرب الأرجنتيني الذي حمل قميص "التانغو" إلى جانب دييجو أرماندو مارادونا في مونديال أسبانيا 1982 أن يعود للسعودية لكن هذه المرة من بوابة نادي الاتحاد الذي وقه معه في ابريل من العام الماضي عقدا لتدريب الفريق بعد أن خاض تجربة قصيرة مع المنتخب العماني انتهت بالإقالة أيضا. ولم يكن قرار التعاقد مع كالديرون في العام الماضي محل ترحيب من كل الاتحاديين حيث خرجت أصوات معارضة للقرار، وزادت حدة المعارضة بعد خسارة الفريق في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أمام الشباب 1-3 وخروجه من دوري أبطال آسيا. وظل كالديرون بين سندان إدارة النادي المتمسكة ببقائه ومطرقة المعارضين الذين ظلوا يطالبون برحيله لاسيما بعد خسارته في الموسم لأول بطولتين فيه وهما كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد، وبلغ ببعض المتنفذين في الاتحاد تسريب أخبار عن قرب إقالة كالديرون والتعاقد مع البلجيكي ديمتري حيث تناقل الإعلام الخبر وكأنه أمر محتم لاسيما بعد ان تعرض الفريق في يناير الماضي لهزة كبيرة إثر الخسارة من الغريم التقليدي الأهلي 1-2 وهي الخسارة الوحيدة التي يمنى بها الفريق في الدوري، بيد أن إصرار مسيري الاتحاد على بقائه أجهض كل تلك المحاولات. وساعد على استمرار كالديرون في منصبه تشبثه بصدارة الدوري رغم المنافسة الشرسة من الهلال، ولم تكن تلك الصدارة إلا استحقاق للأداء المتميز الذي كان يقدمه الاتحاد الذي وصل إلى حد الإبهار لاسيما على مستوى الأداء الهجومي الذي كان يقوده الثلاثي هشام بوشروان وعماد متعب ونايف هزازي ومن خلفهم قائد الفريق محمد نور. وظل كالديرون على المحك رغم كل ذلك حتى مواجهة الهلال الأخيرة في ختام الدوري والتي دخلها واضعا درع الدوري في كفة ومصيره مع الفريق في الكفة الأخرى حتى نجح في تسيير المباراة لمصلحته لينهيها بالفوز 2-1 وهو الذي كان يحتاج فقط للتعادل، ليثبت للجميع أنه مدرب العام في السعودية بلا منازع.