ست نقاط هامة وغالية حصدها منتخبنا الوطني من مباراتين صعبتين أمام إيران خارج الأرض السبت الماضي، ثمَّ أمام الإمارات أول أمس في حضرة الهدير الجماهيري السعودي أعادت الصقور الخضر لواجهة الحضور على الصعيد الآسيوي، ورفعت مؤشره في التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم بالنسبة القصوى؛ معوضاً خسائره التي تكبَّدها في الجولة الأولى؛ بتعادل أشبه بالخسارة مع إيران في الرياض، وفوز وحيد على الإمارات، ثم هزيمتين متتاليتين أمام الكوريتين في التصفيات كانت محصلتها النهائية أربع نقاط فقط في المرتبة الرابعة، وعاد منتخبنا من جديد بالانتصارين القويين الأخيرين على إيران، والإمارات مستفيداً من التغييرات التي طرأت على الجهاز الفني، والتعامل الإداري المميز الذي نجح في إخراج اللاعبين من حالة الإحباط المضاعفة بعد الهزيمة من كوريا الشمالية في بيونج يانج. ولا شك أنَّ المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو نجح بامتياز في مهمته العسيرة التي قبلها على الرغم من حراجة الموقف قبل مواجهة طهران التاريخية، وتمكن من إعادة تشكيل المنتخب؛ حين صنع في وقت قصير جداً مجموعة متجانسة امتزجت فيها خبرة النجوم الكبار بحيوية المواهب الشابة التي طمأنت عشاق المنتخب السعودي على مستقبل الكرة في بلادنا، وباتت الحظوظ اليوم كبيرة في الفوز ببطاقة التأهل الثانية خلف كوريا الجنوبية التي تسير بخطى واثقة نحو صدارة المجموعة؛ خصوصاً وأنَّ المنافس الأكبر للسعودي كوريا الشمالية سيجمعنا به لقاء ردٍّ حاسم بالرياض يوم 17 يونيو المقبل. أعتقد أنَّ الجولتين الأخيرتين كشفتا أنَّ المنتخب ظُلم بعدم استقطاب جهاز فني كفؤ منذ إقالة البرازيلي أنجوس، وكشفت كذلك أنّه منبع للنجوم، والمواهب التي من شأنها أنْ ترتدي شعار الوطن، وترفع رايته في المحافل الدولية وإنْ تجاوزت الغيابات نصف الفريق، وما شاهدناه هذا الأسبوع يثلج الصدر، ويؤكد حقيقة أنَّ المنتخب السعودي بمِن حضر، وأنَّ مشكلته لم تكن في ضعف مستويات لاعبيه، ولا في افتقاده لعناصر خبرة تقوده في المباريات، ولا هو ممن لا يملك عناصر الحسم الهجومية التي تصنع الانقلابات في النتائج؛ مهما كانت قو ة المنتخب المقابل، وفي أيِّ مكان أقيمت المباراة؛ بل ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه يحتاج فقط لجهاز فنِّي متمكِّن يمارس متعة اختيار عناصره بين كمِّ المواهب التي تتمتع بها الكرة السعودية اليوم، وفي مختلف المراكز، ويكفي أنْ تملك الكرة السعودية في الفترة الراهنة عدداً من الهدافين الرائعين، وكلنا يعرف أنَّ (الهداف) عملة نادرة في ملاعب كرة القدم، وشاهدنا كيف برز الهداف الجديد نايف هزازي بقوة، وظهر مع المنتخب نجماً لا يشق له غبار؛ لما يملكه من إمكانات المهاجم المتميز؛ المدعومة بحماسه العالي، وروحه القتالية، وكان دوره رائعاً في عودة منتخبنا لواجهة الكرة الآسيوية.