اجمع الباحثون أن الشاعر الكبير عبدالله الفرج ولد في دولة الكويت سنة 1836 م أي بعد وفاة أمير شعراء النبط الشاعر الكبير محمد بن اللعبون بخمس سنوات والفرج اجاد بالعديد من الادب سواء بالكتابة أو الشعر أو الموسيقى أو الغناء او اللحن ( سابق عصره ) مما جعل مؤسسة البابطين للشعر بان تقيم له ندوة عام 2002 م حضرها العديد من الادباء وشعراء الخليج سواء كانوا محبي الشعر النبطي أو الشعر الحديث حيث قدمت العديد عن حياته وحول مكوثه في مملكة البحرين وعلاقته مع إحدى الراقصات في الهند عندما كان يعيش في بومباي علما ان اول كتاب الف عن عبدالله الفرج سنة 1960 م وفيه مادة ذات قيمة شعرية وفنية وادبية وتاريخية . اسمه الحقيقي ( عبدالله بن فرج بن سليمان بن طوق المسعري الدوسري ) وعائلة شاعرنا عبد الله الفرج تعرف في القديم بآل الصراف ثم بآل طوق ولتكرار اسم فرج فيها غلب علية هذا اللقب وسمي ( بعبدالله الفرج ) كان جدة سليمان بن طوق المسعري الدوسري قد هاجر من قريته نزوى في وادي الدواسر في ظروف مجهولة الى الاحساء وفي القرن الثاني عشر انتقل سليمان جد الشاعر الى بلدة الزبارة في قطر ونشأ فرج والد شاعرنا يزاول الاعمال البحرية في الاسفار الى الهند وكان ذا همه عالية وبصيرة بشؤون الملاحة والتجارة فاستطاع ان يكون له ثروة كبيرة تقدر بالملايين في زمن كانت فيه ثروات بلاده لا تتجاوز الالوف واصبح يمتلك اسطولا كبيرا من المراكب الشراعية الضخمة وبعد ذلك انتقل الى الكويت في اوائل القرن الثالث عشر وجعلها مقرا للعائلة على ان اعماله حتمت عليه الاقامة في بومباى بالهند ، وقد تزوج فرج والد شاعرنا من خديجة بنت ابراهيم بن تمام الدوسري فأنجبت له شاعرنا عبدالله في الكويت سنة 1836 م ونشأ شاعرنا عبدالله الفرج في بومباى بالهند في احضان والده حيث الثروة والرفاهية والنعيم لانه وحيد أبيه وتلقى دروسة في المدارس الهندية وتعلم العربية على ايدي اساتذة متخصصين هناك برع بكثير من العلوم ولكنة آثر عليه الشعر والموسيقى وهو في الثامنة عشر من عمره ثم توفي والده سنة 1853 م فأرث تلك الثروة الضخمة ولكنه بددها في مدة قصيرة لميله الى اللهو والطرب والملذات فجاء الى الكويت واقام مترددا بينها وبين البصرة والزبيرمنقطعا الى نظم الشعر والتلحين والغناء فاكتسب شهرة واسعة ومقاما رفيعا مما كان ابقى له من التجارة والثروة وحدثنا في الماضي الجد الراوي المرحوم عبدالله الفهد العوام ان الشاعر عبدالله الفرج اصبح بالتالي فقيرا لايملك حتى قوته حيث ( انطبعت ) اى غرقت جميع مراكبه الشراعية بالبحر ولم يأت الى مجلسه احد من أصدقائه الذين يملؤون مجلسه يوميا اكل وشرب وغيره على حسابه الخاص لما علموا بأنه اصبح فقيرا فتركوه على حاله ، ولم يمد يده الى احد او من كان يطالبه بالماضي حتى لا يعلم احد عن حاله وهكذا اصبح اصدقاؤه بالامس منقطعين عنه . الشعر ان شعر عبدالله الفرج ينقسم الى نوعين الشعر العامي المسمى بالنبطي وهذا يمتاز به الشاعر بان ادخل فيه كثيرا من تعابير البلاغة والبديع لتأثره بالادب العربي وقد كان قاصرا على اللهجه البدوية وله قصيدة طويلة مطلعها ( أنشيت من روض الفكر يوم ان حضر ) حاول فيها ان يجعل للشعر النبطي قواعد وضوابط وبحورا واوزانا كالشعر العربي . أما شعره من النوع الثاني فهو الفصيح من النوع الجيد المتين وفيه نوع من التحرر من اسلوب اللفظ البديهي الذي كان متبعا في زمنه وان لم يخل منه احيانا لبعض الدواعي وقد نظم الشعر في كثير من الاغراض كالعتاب والرثاء والوصف ومنها قول الشاعر في وصف الربيع والنزهة :- سقى صوب الحيا ربع سمالي مات الغيث منهل العزالي ملت مصلح ما هو بمفسد وباذن الله يحيى كل بالي ثمان ايام بيض به تتالي وسود كثرهن من الليالي ومن بعد الثمان انجال مقلع جهام حين اراق الماء خالي الموسيقى عندما نشأ شاعرنا عبدالله الفرج بالهند تأثر بموسيقاها الى حد كبير لانه تعلمها على يد اساتذة الموسيقى هناك بالهند وكان الغناء العربي عند اهل السواحل متأثرا الى حد بعيد بالالحان العدنية وهي متأثرة بصبغة من النغم السوداني والافريقي فهذبها ومزجها بالانغام الهندية وبلحن الحان نجد والخليج التي لا تزال ترددها محطات الاذاعات الخليجية وفي بعض الحانه يظهر عليها النغم الهندي بارزا في مثل قصائد اليها زهير مثل ( ملك الغرام عنانيه ) وغيرها وساهم الى حد كبير في تلطيف الحان فنون نجد والخليج المعروفة كالسامري والنقازي واللعبوني كما انه له يد في الرسم والتصوير في الماضي وخطة في غاية الجودة بالقلم الفارسي ( النستعليق ) الكوبيا والخط العربي المعروف باللاهوري الهندي . الجدير بالذكر ان الشاعر الكبير عبدالله الفرج توفي في الكويت سنة 1901 م أي عن عمر يناهز 65 عاما فعلا انه حقا يستحق ان يطلق عليه شاعر الحب والحرب والمجتمع .