يعتزم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، المرشح لتولي وزارة الخارجية، مطالبة رئيس حزب الليكود والمكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة بنيامين نتنياهو بالحصول على استقلالية مطلقة في وزارة الخارجية فيما تلقى رئيس العمل ووزير الدفاع ايهود باراك رسالة من ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي يطالبونه بالانضمام لحكومة نتنياهو. وذكرت صحيفة هآرتس امس الجمعة انه على الرغم من أن نتنياهو وليبرمان اتفقا في ختام اجتماعهما أمس الأول على أن توزيع الحقائب الوزارية "لن يشكل عائقا" إلا أن ليبرمان يسعى للحصول على تعهد من نتنياهو بألا يعين وزيرا آخر لتنفيذ مهمات متعلقة بالشؤون الخارجية بصورة غير مباشرة، وأن يشمل الاتفاق الائتلافي تعهدا كهذا. ويتوقع أن يواجه نتنياهو مأزقا سياسيا داخل الليكود، في حال قرر تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية، إذ أوضح وزير الخارجية السابق والقيادي في الليكود سيلفان شالوم أنه لا ينوي التنازل عن حقيبة الخارجية. من جهتها، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتانياهو التقى زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" المتطرف افيغدور ليبرمان وناقشا مسائل اقتصادية. وقد التقى الزعيمان طوال ساعات في الكنيست ولم يصدرا بيانا حول هذا الموضوع. واوضحت الاذاعة انهما ابلغا الصحافيين ان مناقشاتهما تمحورت حول المسائل الاقتصادية وخصوصا موازنة الدولة للسنة المالية 2009 التي لم تقر بعد. وقبل هذا اللقاء، اوضحت الاذاعة ان نتانياهو وليبرمان سيناقشان مسألة توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة التي يجرى تشكيلها. وليبرمان الذي حقق حزبه اختراقا في الانتخابات بحصوله على 15 مقعدا من اصل 120 في البرلمان في موقع جيد لتولي وزارة الخارجية. وذكرت الاذاعة ان "اسرائيل بيتنا" وهو اكبر حليف لتكتل الليكود بزعامة نتانياهو يفترض ان يحصل كذلك على وزارة العدل والامن الداخلي فضلا عن وزارة اقتصادية. وقال ليبرمان اخيرا انه يفضل وزارة الدفاع. لكن نتانياهو يرفض منحه هذا المنصب الرئيسي الذي يريد ان يشغله زعيم حزب العمل ايهود باراك وزير الدفاع الحالي او النائب عن تكتل الليكود موشيه يعالون رئيس الاركان الاسبق. ويلتقي باراك ونتانياهو في الايام المقبلة لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق محتمل يسمح لزعيم حزب العمل بالبقاء في منصبه رغم المعارضة المعلنة لغالبية البرلمانيين العماليين الذين يفضلون البقاء في صفوف المعارضة. وردا على سؤال للاذاعة العامة قال ديفيد روتيم النائب عن اسرائيل بيتنا ان ليبرمان "رجل مناسب تماما لمنصب وزير الدفاع او الخارجية". وبرر هذا النائب تصريحات ليبرمان التي أدلى بها الذي قال عن الرئيس المصري حسني مبارك "فليذهب الى الجحيم". وقال روتيم ان "افيغدور ليبرمان محق تماما بالادلاء بهذا التصريح ضد رئيس بلد وقع اتفاق سلام معنا لكنه يقاطع اسرائيل بينما نحن نركض وراءه". وذكرت الاذاعة بان ليبرمان اقترح في بداية الانتفاضة الثانية بقصف سد اسوان في مصر ردا على الدعم الذي كانت تقدمه القاهرة الى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وقال النائب نفسه "حتى في الدبلوماسية هناك اوضاع يجب التعبير فيها عن معارضة". وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود اولمرت اتصلا بالرئيس المصري للاعتذار له بعد تصريحات ليبرمان.