متى تنتهي لغة الإنتقام والحقد؟ سموم تلوكها أفواه الطلاب في داخل مدارسنا وما نشرته صحيفة «الرياض» يوم الأربعاء 16 صفر 1430ه العدد 14842 بأن مجموعة من الطلاب وأولياء أمورهم قاموا بالاعتداء على معلم الاجتماعيات وحاولوا قتله بضربه بالساطور على رأسه وتهشيم سيارته بإحدى مدارس الغريف بالخرمة شرق محافظة الطائف. إن ظاهرة الاعتداء على المعلمين بدأت تأخذ منحنى خطيراً. فهذا طالب في المرحلة الابتدائية يعتدي على معلمه في داخل المدرسة بالضرب وأمام طلبة المدرسة. ومجموعة طلاب من المرحلة الثانوية يهاجمون ويضربون معلميهم ضرباً وسباباً وتكسيرا لإجسادهم وسياراتهم وطالب آخر في المرحلة الابتدائية يعتدي على معلمه بأن طعنه في ظهره بخنجر بإحدى المدارس بالحوية بالطائف قبل عدة أعوام. وطالب في مدرسة يحمل مسدساً في داخل حقيبته المدرسية. وأذكر قبل عدة أعوام قام ثمانية من الطلاب بالاعتداء على معلميهم في الوقت الذي وقف فيه الطلاب الآخرون يتفرجون على معلميهم وهم يتعرضون للضرب على أيدي اخوانهم؟ وهنا أشيد بصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة آنذاك حينما أمر سموه بجلد الطلاب الذين ثبت إدانتهم في الإعتداء وأمام الطلاب ليكونوا عبرة للطلاب الآخرين وبعد: هل تحولت مدارسنا الى ساحة «للفوضى»، حيث أزدادت حالات العنف المدرسي بين الطلاب وأصبحت لا تطاق فالأحصائيات تؤكد أن العنف قد تجاوز أكثر من 80% ثم نسأل أنفسنا أليست هناك اجراءات قوية لوضع حد لهذه المهازل والتي نطالعها بين وقت وآخر عبر صحافتنا؟ فالحسم من درجات المواظبة والسلوك بات لا يجدي. إن علينا ان نبحث أولاً عن أساس المشكلة وجذورها ومسبباتها ولماذا وصلنا الى هذا الحال فلابد ان نحدد حالات الإعتداء متى حدثت ومعرفة مسببات وخلفية الإعتداء متى حدثت وكيف حدثت وأين حدثت ومعرفة مسببات وخلفية الإعتداء وتفاصيله بصورة فردية ولابد من تشخيص كل حالة على حدة ثم دراسة التشخيص لكل حالة بمفردها لنتعرف على ظروف ومسببات كل حالة بعد ذلك نقوم بتجميع الحالات المتقاربة والمتشابهة وأسبابها وظروفها وملابستها وأماكن حدوثها من خلال التحليل الشامل والتفصيلي والتشخيص الموضوعي لكل الحالات فبذلك نكون قد وضعنا أيدينا على جوهر المشكلة، وبالتالي يمكن للمتخصصين لرجال التربية والتعليم بأن يضعوا الحلول الجذرية المناسبة لكل حالة، فبذلك يمكن لنا تفادي حدوث مثيلاتها وعدم تكرارها مستقبلاً هذا هو الأسلوب الحضاري والعلمي، ولهذا تقع المسؤولية على الأسرة والبيت فعليهم العبء الأكبر والدور البارز والمهم في القيام بواجباتهم الأسرية نحو تربية وتهذيب الأبناء والبنات وردعهم وتقويم اعوجاجهم وانحرافهم. والأسرة هي اللبنة الأولى والأساس العظيم في المجتمع وعليها تقع المسؤولية الأولى والأخيرة في تقويم مسار افراد الأسرة، ولكن الملاحظ ان الأب تخلى عن دور القيادي وظل يلهث خلف جمع المال وتحصيله وشراء العقار الخ.. والأم المسكينة ومع الأسف الشديد تركت مسؤولية التربية والقدوة الصالحة «للخادمة» أو المربية وصيت اهتمامها على صرخات الموضة العالمية وبذلك وجدوا الأبناء والبنات الساحة الخالية فلم يجدوا من يرشدهم او يعينهم فاعتمدوا على أفكارهم وآراء أصدقاء السوء وهذا نتيجة تخلي الأب والأم عن دورهم. ومسؤولياتهم تجاه فلذات الأكباد فكما يقال (ضاعت الطاسة). وبالرغم من كراهية الإسلام للعنف والظلم والقسوة الا انه يحث على الاعتزاز بالنفس والقوة فالمسلم القوي خير وأحب الى الله من المسلم الضعيف الا ان القوة لا تسخر الا فيما يحب الله ويرضاه اما الاعتداء وإيذاء الآخرين، يمقتها ويرفضهما الإسلام رفضاً باتاً لانهما يؤديان الى نشر روح العداوة والبغضاء وتولد الأحقاد والضغائن بين النفوس وقد ارشد القرآن الكريم الى دوافع عداوة النفس والشيطان بأسهل الطرق وذلك عن طريق. الاستعاذة والاعراض عن الجاهلين ورفع اساءتهم بالإحسان. إن ظاهرة تمرد الطلاب على معلميهم وزملائهم أمر يجب الإهتمام به ودراسته بجدية. وأذكر انه في أعوام سابقة حدثت في إحدى المدارس الثانوية بجدة ان هاجم طالب زملاءه بزجاجة بها حامض كبريتيك مركز وهي مادة حارقة تستخدم في المختبرات العلمية وفي ملجأ بطاريات السيارات ولو لم يسعفهم فني المختبر في حينه لكانت كارثة محققة وعند استجواب الطالب اعترف انه يريد ان يسيطر على زملائه ومعلميه ويرعبهم وغير هذه الحوادث ما تعج به دور الفتيات والأحداث من قضايا ومشكلات قد غاب فيها الوعي الديني والأسري وساد فيها التقليد والعدوان. وأن الوقاية والعلاج يقوم بها المجتمع جميعاً على أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الجهات المعنية وخاصة وزارة الثقافة والإعلام في اختيار البرامج الإعلامية التي تتفق مع مستويات النمو وبثها في مواعيد محددة تتفق مع طبيعة العمر والوقت والمستوى الثقافي على ان تصمم براج تبدأ من مرحلة رياض الأطفال تساعد على حل المشكلات الاجتماعية الناتجة من تغيرات المجتمع او يعمل كل منها على تطابق المحتوى مع معاني المجتمع الجديد ونشر الوعي بأهمية التربية والأخذ بالأساليب النافعة والمتطورة المتمشية مع الشريعة الإسلامية عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة.