بغياب محمد موسم المفرجي الأديب والصحفي المعروف، تكون مكةالمكرمة قد فقدت واحداً من صحافييها المؤثرين، بعد معاناة مع المرض ورحلة علاج للخارج لكن المرض لم يمهله طويلاً. غاب المفرجي بعد أن غاب فعلياً عن الثقافة لمرتين متتاليتين، أولاها حين ترك ملحق «جياد» بجريدة الندوة، والثانية حين أبعده المرض مرغماً عن متابعة الثقافة وويلاتها التي كان المفرجي أحد الخائضين لغمارها في فترة الثمانينيات من قرننا الهجري الحالي حيث أخذ على عاتقه التصدي لموجة الحداثة، وتوظيف ملحق جياد في جريدة الندوة لهذا الغرض. بدأ محمد موسم المفرجي حياته العلمية معلماً، وزامل الشاعر محمد الثبيتي في مدرسة واحدة، وشاء الله أن يفترقا ويكونان على جانبين مختلفين ثقافياً. وخلال رحلته الصحافية التي امتدت حوالي سبعة عشر عاماً نافح المفرجي عن الأصالة وعن اللغة العربية. وكان عضواً في رابطة الأدب الإسلامي ورابطة الأدب الحديث. وفي كتابه الأخير «المرحلة» والذي طبع في عام 1422ه ونشره المفرجي، يرصد تلك المرحلة التي خاض غمارها كواحد من الفاعلين من خلال ملحق جريدة الندوة. ولن تجد أفضل من مقدمة كتابه «الرحلة» والتي كتبها بنفسه لتدل على فكر محمد المفرجي حين يقول (كانت المرحلة، حوارات وحصاد نقاشات وآراء نقدية ومداخلات كانت عاصفة ابان تلك الفترة باتجاهاتها المثيرة في ساحاتنا الأدبية وتحولاتها الفكرية التي تموج بالنظيرات والمذاهب والمدارس المجلوبة التي حملها البعض فانقسمت الساحة بين مؤيد ومعارض ومتردد...مرحلة شاعت واشغلت الرأي العام واثارت الكثير من الجدل والأخذ والرد). مات محمد المفرجي بعد أن ترك بصمات على ملحق جياد بجريدة الندوة. وكان آخر حوار أجراه في مجلة الحرس الوطني حمل فيه على الوسط الثقافي معتبراً أن التبعية والدعاية الفجة قد أفسدتا الحياة الثقافية والأدبية.