كشفت وثائق لسلاح البر الاميركي عن وجود تجاوزات جديدة مفترضة بحق سجناء في العراق وافغانستان خصوصا تعرضهم للتعذيب ولكن التحقيقات بشأنها لم تنته بعد بسبب عدم توفر الادلة. وهذه الوثائق التابعة لفرقة التحقيق الجنائية في سلاح البر الاميركي هي الاخيرة في سلسلة تم الحصول عليها بعد صدور قرار من القضاء تقدمت به منظمة اميركية للدفاع عن الحريات الفردية. والحالة الاكثر خطورة هي حالة عراقي اعتقل في تكريت (شمال) واكد ان اميركيين بالزي المدني رفسوه على كتفيه ومشوا على وجهه وضربوه على رجليه بقطعة حديد ووضعوا مسدسا فارغا في فمه ووضعوا الاصبع على الزناد وحاولوا خنقه بحبل خلال عدة ايام من الاستجواب الذي اخضعوه له. واقال هذا العراقي الذي اعتقل في الثامن من (ايلول) سبتمبر 2003 خلال عملية مداهمة قام بها الجيش، انه احبر في (تشرين الثاني) نوفمبر على توقيع اعلان يتراجع فيه عن شكوى تقدم بها حول سوء المعاملة التي تعرض لها. واوضح للمحققين في اب/اغسطس 2004 انه وقع هذه الورقة بعد ان تلقى تهديدا بانه لن يطلق سراحه اذا لم يوقع عليها. واظهرت فحوصات طبية اجريت له في اطار التحقيق وجود جروح في رجله اليسرى. ولكن عناصر الوحدة التي اعتقلت العراقي الذي كانت تشتبه بانه يمول التمرد، نفوا ان يكونوا قد اساءوا معاملته. ولم ينجح التحقيق في «اثبات او نفي اعمال العنف وسوء المعاملة التي جرى الحديث عنه» وجاءت نتائجه مع ذلك لصالح العسكريين الاميركيين على اساس ان «اقوال هذا العراقي غير مترابطة وان الملف الطبي لم يثبت اقواله». كما جرى تحقيق اخر بعد اكتشاف شريط مدمج في افغانستان في (تموز) يوليو 2004 يتضمن صورا لجنود يوجهون اسلحتهم الى الوجه او الظهر لسجناء ملثمين في قاعدة «فاير بايس» في «داي راهوود» (وسط-جنوب). واتهم جندي بضرب معتقل وراء رأسه كما اتهم ثمانية اخرون «ترك مواقعهم». ولكن «لم يتوصل التحقيق الى اثبات نية هؤلاء الاشخاص في جرح المعتقلين ولا ما اذا كان السجناء يخشون الموت او اذا ما كانوا قد اصيبوا بجروح بالغة او ما اذا كانوا يعلمون فعلا ان اسلحة موجهة اليهم»، حسب ما جاء في التقرير. ونقلت وثائق اخرى عن اطباء نفس عسكريين قولهم انهم شاهدوا عمليات تعذيب بحق مدنيين خلال مداهمات جرت في (ايار) مايو 2004 في بلدتي غورجاي وسوكهاغين. ولكن التحقيق لم يتوصل الى اي نتيجة بحجة انه لم يكن بالامكان استجواب القرويين. وبالمقابل، اتهم جنديان بممارسة التعذيب بالقرب من الموصل (شمال العراق) نهاية العام 2003 بعد ان التقطت «صور لهم تظهرهم وهم يعذبون ويضرون ويرفسون» عراقيا كانوا اعتقلوه على حاجز عسكري بتهمة اغتصاب امرأة عراقية.