يعاني خريجات قسم التفوق والابتكار في التربية الخاصة بجامعة الملك سعود من الاهمال بعد ان بذلن الجد والاجتهاد في الدراسة وتشرح سميرة الحارثي هذه المعاناة حيث تقول عندما افتتح القسم كتخصص جديد وقدمت لنا وعود أكيدة من أشخاص وإدارات مسؤولة عن ضمان الوظيفة كمعلمة في وزارة التربية والتعليم لم أتردد في الالتحاق به ودرست مع واحد وتسعين طالبة وتخرجنا من الجامعة بالتخصص المذكور، وكانت الصدمة كبيرة عندما ذكرت لنا وزارة الخدمة المدينة ان لا وظائف لنا..». وتقول سميرة الحارثي حول شكواها التي قررت وعدداً من الطالبات بثها من خلال «الرياض» لمخاطبة المسؤولين منذ ثلاث سنواث وأنا أبحث عن وظيفة وبعد الكثير من المراجعات لتحريك الموضوع قررت الجهة المسؤولة إعطاءنا سنة كاملة أسمتها دبلوماً لتأهيلنا من جديد للتعليم ووعدتنا بعدها بالوظيفة المناسبة.. وبالفعل قضينا دراسة هذه السنة التي لم تكن سوى إعادة لما درسناه من قبل لنفاجأ من جديد ان الوظائف التي من الممكن ان تمنح لبعضنا هي معلمة على بند محو الأمية..». وتتساءل في ختام حديثها «كيف نعمل على هذا البند ونحن خريجات بكالوريوس وحصلنا على دبلوم إضافي.. هل بعد تلك الوعود والتي قدمها لنا عدد من الجهات قبل الدراسة وكان أولها رئيس الإدارة العامة لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الأستاذ علي الوزرة.. ثم لم نجد من تلك الوعود شيئاً..!!». أما جواهر اليوسف فبعد حصولها على البكالوريوس وبعد ان قطعت الأمل في تلك الوظائف الموعودة توجهت للقطاع الخاص وحصلت بالفعل على الوظيفة.. ولكن لماذا تركتها؟ تقول اليوسف «عملت في مركز الأمير سلمان وكنت سعيدة جداً بعملي لاسيما المكان الرائع والتعامل اللائق وبعدما علمت بالدبلوم المطلوب لتخصصنا من أجل الحصول على الوظيفة المنشودة تركت وظيفتي ودرست الدبلوم وتحملت المتاعب الكثيرة وبعد الانتهاء من الدبلوم والذي لم يكن إلاّ إعادة جديدة لما درسناه من قبل فوجئنا من جديد ان وزارة الخدمة المدنية تقول لنا لا وظائف لكم بينما كان المفهوم لدينا من المؤسسة ان وظائفنا جاهزة وخاصة بعدما قدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- المكرمة الملكية لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين «مليوناً ومائتي ألف ريال» والتي بدورها طالبت جامعة الملك سعود بفتح التخصص «التفوق والابتكار» وتأهيلنا لدراسته وتقديم الوظائف المطلوبة.. كل وعودهم ذهبت هباء». معاناة الأمهات وتقول نهى المؤنس «كنت حاملاً فترة دراستي للدبلوم وأنجبت مولودي بعملية قيصرية وتابعت دراستي بعد أسبوعين من الولادة حيث لا تمنح شروط الدراسة أكثر من هذه الإجازة وواجهتني معاناة كثيرة غير المعاناة الصحية مشكلة المواصلات حيث يعمل زوجي بوزارة الداخلية ولا يمكنه الخروج أثناء فترة العمل للذهاب بي أو الإياب من الجامعة وبالتالي اضطررت للمواصلات العامة.. بصراحة الوضع كان تعذيباً بمعنى الكلمة وبالرغم من ذلك أشعر باحباط شديد لا ذنب لي فيه..». وتبدي «نادية. ر» دهشتها من الوضع فهي كانت تعمل على بند محو الأمية وعندما علمت بالدبلوم تركت وظيفتها ودرست من أجل تحسين الوضع لتفاجأ أنها تخرجت للحصول على نفس الوظيفة..!! تقول نادية «ليتني لم أجهد نفسي في كل تلك المتاعب حيث النتيجة لا تختلف.. وما أود معرفته كيف حصلنا أثناء الدراسة على تصنيف واختيار لأماكن العمل وكأننا فعلاً وثقنا من التعيين». ومن الباحة حضرت «فوزية. غ» لدراسة الدبلوم بعد ان بقيت دون عمل لأربع سنوات ولم تيأس من البحث عن وظيفة.. وتأجل زواجي أكثر من مرة بسبب تلك الدراسة التي لم نجني أي ثمرة منها. وتتحدث زينب العيسى بحماس شديد فتقول «وزارة الخدمة المدنية قالت لنا بعد كل تلك الدراسة والوعود المرتقبة يا بنات أساساً ليس لكم مسمى وظيفي لدينا وهذا المسمى غير معروف حتى الآن..!!». وتتابع «هذا اجحاف كبير لنا فما درسناه في الدبلوم كان إعادة لا داعي لها مطلقاً فعلى سبيل المثال مادة برامج رعاية الموهوبين ومادة مهارات التفكير وغيرها من المواد أنا على يقين أنها معادة.. والغريب ان يبرر لنا البعض ذلك على أنه للذكور دون الاناث.. فكيف يكون ذلك ولماذا إذن عملت وزارة واحدة طالما ان هناك تفرقة بهذا الشكل وفي دراسات وتخصصات متطابقة؟ وأين التنسيق بين الجهات المختصة إذا كانت مؤسسة رعاية الموهوبين تؤكد شيئاً تنفيه وزارة الخدمة المدنية والعكس صحيح؟ وكيف ذلك؟ نريد تحكيم العقل؟ ان بعض معلمات المؤسسة غير حاصلات على مستوى دراستنا وتخصصنا وبالرغم من ذلك يعملن في وظائف عديدة مثل صعوبات تعلم وغيرها فلماذا يتم اجحافنا إلى هذه الدرجة؟». تغريد العجاجي تضيف «لي ثماني سنوات وأنا أبحث عن وظيفة وكان الأمل بدراسة الدبلوم لأن الوعود كانت قوية في تأمين وظائف مناسبة لتخصصنا وكنت قد عملت في مدرسة أهلية وتركتها للدراسة دون جدوى وها أنا دون وظيفة بالرغم من اجتهادي واخلاصي في دراستي وتصديقي لكل تلك الوعود..». وتقول صالحة الشهري «أنا موظفة بقطاع خاص وأعمل لفترتين اضطررت للاستغناء عن الفترة الصباحية من أجل دراسة الدبلوم وبذلك نزل مرتبي ومرتبتي أيضاً وأعود من الدراسة لأخرج مرة أخرى للعمل وبعد كل تلك المعاناة تفيدنا وزارة الخدمة المدنية أنه لا وظائف لنا..!! هل هذا منطقي؟؟!! لم تكن وعودهم لنا بالوظيفة 90٪ بل كانت 100٪ وحصل مع المسؤولين اجتماعات كثيرة وخاصة مؤسسة رعاية الموهوبات التي أكدت لنا الأمر بل وتم اختيار المدارس والأحياء التي سنعمل بها.. وبعد كل ذلك تذهب مع الريح وعودهم لنا!». من المنطقة الشرقية وحول نفس الشكوى تتحدث نورة بنت فهد الطريفي قائلة: «جئت من الشرقية من أجل الدراسة وتركت زوجي وأطفالي استأجرت مع أخي شقة مفروشة واستأجرنا سيارة أيضاً خاصة لتأمين المواصلات كل ذلك من أجل الحصول على الوظيفة التي كنا نتلقى التأكيدات والدعم على وجودها والحصول عليها وهناك من تركت وظيفتها في سبيل الحصول على تلك الوعود في الوظيفة الحكومية.. وهناك من جاءت من مناطق المملكة واضطرت للسكن هنا في الرياض لمدة سنة كاملة. تركنا أطفالنا وأزواجنا وقدمنا تضحيات كبيرة في سبيل تحقيق الأمل الذي كان بالنسبة للجهات مؤكداً وقد درسنا سنةً دبلوماً بينما نفس هذا الدبلوم أعطي لموظفات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بأسبوعين فقط!!! ودرسنا مواد علمية كثيرة مثل الأحياء والرياضيات والكيمياء وغيرها والتي لا علاقة لها بالتخصص المطلوب.. هل بعد دراسة خمسة أعوام وانتظار أكثر من أربع سنوات نعين على بند محو الأمية؟ يعني دون بدلات ولا تعيين رسمي ولا إجازات والراتب لا يتعدى ألفي ريال لخريجات بكالوريوس..». وكذلك تغريد الهاشم التي حضرت من المنطقة الشرقية وتحكي معاناتها قائلة: «ان القادمات من خارج الرياض تتضاعف معاناتهن المادية والمعنوية وأيضاً الاجتماعية فكنت آتي مع أطفالي في الطائرة واضطر لوضعهم في حضانات خاصة للذهاب لدراسة الدبلوم التي علقت عليه الوعود والآمال ولا أحد يمكن ان يتصور المتاعب التي تواجه الأم التي تأتي من خارج الرياض للدراسة وليس لها أقرباء من الممكن ان تلجأ لهم هنا.. هل هذا مقلب.. نعم انه مقلب ولا أجد مسمى له غير ذلك!!؟ انه الافتقار إلى التخطيط بين الوزارات ونحن ندفع الثمن وكل يرمي حمله على الآخر».