دان "الاجتماع التشاوري" الذي اختتم أعماله في الدوحة أمس، (إسرائيل)، وطالبتها بوقف "العدوان" على غزة وسحب قواتها من القطاع فورا، ورفع الحصار وفتح المعابر والميناء البحري، ودعا الى تجميد مبادرة السلام العربية ووقف كافة أشكال التطبيع مع الدولة العبرية. وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا" ان القمة دانت في بيانها الختامي الذي تلاه وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد بن عبدالله آل محمود "إسرائيل بشدة على عدوانها الوحشي على قطاع غزة واستمرارها فيه". وأشار البيان الى ان "أصحاب الفخامة والسمو وممثلي الدول العربية المشاركة تابعوا بمزيد من الغضب استمرار اسرائيل القوة المحتلة في عدوانها الغاشم على قطاع غزة الذي أسفر حتى الآن عن آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال وتدمير هائل لمرافق الحياة المدنية في القطاع". وعبر المشاركون عن "قلقهم الشديد من قيام اسرائيل باستخدام الأسلحة المحظورة والعشوائية الضرر في انتهاك صارخ للقوانين الدولية المتعلقة بالنزاعات المسلحة. ولاحظوا بجزع شديد ان الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ حدا خطيرا للغاية خلافا لكل الشرائع القانونية والأخلاقية ما يملي تدارك الوضع بإجراءات فورية فعالة". وشددت المقررات على "حق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال وفقا للقواعد المستقرة في القانون الدولي". وأوضح البيان "ان رفض اسرائيل الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860واستمرارها في عدوانها هو خرق فاضح وجسيم لقواعد الشرعية الدولية". وطالب الاجتماع "إسرائيل بالوقف الفوري لجميع أشكال العدوان في القطاع وبالانسحاب الفوري وغير المشروط والشامل لقوات الاحتلال". وحمل الاجتماع اسرائيل "المسؤولية الجنائية الدولية عن ارتكاب العدوان وجرائم الحرب وإبادة الجنس البشري والمسؤولية المدنية بدفع التعويضات". مؤكداً "العزم على السعي في السياقات القضائية الدولية والوطنية لملاحقة اسرائيل ومسؤوليها". كما دعا الاجتماع الى "ضرورة رفع الحصار غير المشروع عن قطاع غزة بما فيها انهاء كافة القيود على حركة الأشخاص والأموال والبضائع وفتح المعابر والمطار وميناء غزة البحري ودعوة جميع الدول لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحقيق ذلك". وطالب الاجتماع التشاوري جميع الدول بتقديم مواد الإغاثة الإنسانية العاجلة الى سكان قطاع غزة والتأكيد على دعم وحماية منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والوطنية العاملة في هذا المجال وتحميل اسرائيل أية انتهاكات للقانون الدولي الإنساني". ودعا الدول العربية والدول المحبة للسلام "لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل جسر بحري لنقل مواد الإغاثة الإنسانية الى قطاع غزة". وعبر المشاركون في الاجتماع عن "بالغ تقديرهم للرأي العام العربي والإسلامي وللمواقف التضامنية المناصرة للشعب الفلسطيني والتي عبرت عنها العديد من دول العالم". وطالبت مقررات الاجتماع ب "تعليق المبادرة العربية للسلام" و"وقف كافة أشكال التطبيع مع اسرائيل". ودعت "الأطراف الفلسطينية الى التوافق وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية"، كما دعت "الدول العربية لتعليق المبادرة العربية للسلام التي أقرت في القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002ووقف كافة أشكال التطبيع بما فيها إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية". وأشاد الاجتماع "بالدول التي اتخذت مواقف ايجابية لمناهضة العدوان على غزة ورفع الحصار عنها ودعم القضية الفلسطينية"، كما "أشادت بالموقف الذي اتخذته كل من دولة قطر والجمهورية الإسلامية الموريتانية بتجميد علاقاتهما مع اسرائيل". ورحب الاجتماع بدعوة الرئيس السنغالي الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي عبدالله واد لعقد "قمة طارئة للمنظمة لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة". وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني افتتح الاجتماع التشاوري أمس بكلمة أكد فيها أن الهدف من عقدها هو "وقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر". وشارك في الاجتماع بالإضافة إلى الشيخ حمد والرؤساء: السوري بشار الأسد والسوداني عمر البشير، والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ولبنان ميشال سليمان، وجزر القمر أحمد عبدالله سامبي، ورئيس المجلس العسكري الحاكم بموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز. ومثل العراق طارق الهاشمي، نائب الرئيس جلال الطالباني، والمغرب وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وليبيا أمين اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) البغدادي المحمودي، وسلطنة عُمان وزير خارجيتها يوسف بن علوي عبدالله، في حين مثل جيبوتي وزير الأوقاف حامدي عبدي سلطان، والصومال محمد عمر دلها نائب رئيس البرلمان. كما شارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والرئيس السنغالي عبدالله واد بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ووفد تركي برئاسة نائب رئيس الوزراء، فضلا عن مبعوث خاص للرئيس الإندونيسي. كما حضر الاجتماع عن الفصائل الفلسطينية كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل، ومسؤولون فلسطينيون آخرون.