ماذا سيفعل أهل غزة بكل تلك الملايين التي سترسل لهم كتبرعات أو مساعدات؟ ما يحدث في غزة ليست مجاعة ، إنها حرب بأبشع صورها وأقذر وجوهها. كيف يقبل العالم بهذه البشاعة الوقحة التي يمارسها الاسرائيليون ضد الابرياء العزل.. ماذا سيقول قادة العالم وهم يشاهدون جثث الاطفال تتناثر بلا رحمة.. ماذا سيقولون وهم يرون القنابل تتساقط فوق رؤوس الابرياء العزل ليل نهار.. أين ضمير العالم من كل ما يحدث من بشاعة الإجرام؟ حين تقع الكوارث لا يجب أن نبحث عن الاسباب.. في الكوارث نبحث عن الحلول ونتطلع الى النهايات.. بعد ذلك يمكن مراجعة الاسباب ومحاسبة المتسببين.. وفي هذه الكارثة الانسانية البشعة لا يمكن أبدا أن نقبل ما يحدث على أساس أنه نتيجة حتمية للخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، أو أن نوجه الاتهامات الى حماس او فتح أو غيرهما.. ما يحدث ليست حربا ضد حماس.. انها إبادة جماعية بأبشع صورها. أظن أن اسرائيل بلا عقلاء اليوم.. اسرائيل اليوم لا تعرف سوى لغة التصفية الجسدية لكل ما يتنفس في غزة.. لن تكف يدها إلا بعد أن تبيد غزة ورجالها ونساءها وأطفالها عن بكرة أبيهم.. لن تدع مجالا لأي نسل بأن يولد من جديد.. ووسط كل هذا لم نسمع أي صوت اسرائيلي يعارض ما يحدث.. أو ينادي بوقف القتل المتعمد للأبرياء.. لم نسمع أي هيئة أو لجنة لحقوق الانسان الاسرائيلية او غيرها تدين ما يحدث.. حتى التجمعات والهيئات الدولية، صارت تتفرج وتراقب وتدين.. ليس أكثر. أمريكا التي تتدخل في كل ثغر في العالم، وتتدخل في تغيير الزعماء والحكام في دول عديدة باسم الديموقراطية وحقوق الانسان، لا يعنيها ما يحدث في فلسطين.. أمريكا تتفرج والعالم يراقب ولا أحد يملك حلا.. ليفني فقط رئيسة الحكومة الاسرائيلية هي التي تملك الحل والقرار.. الحكومة الاسرائيلية تعلم أن أياً من كان لا يستطيع أن يردعها.. لا العرب قادرون ولا حتى راغبون في أي نوع من المواجهة أو الحروب.. ولا الغرب يأبه أو يهتم لو أبيدت فلسطين عن بكرة أبيها.. أبعد ذلك تظنون أن يوما ستقوم لنا قائمة.. أصبحنا أمة منزوعة الدسم.. لا نملك من أمرنا شيئاً. إن ما يحدث في فلسطين اليوم هوكارثة إنسانية بكافة المقاييس، وستظل آثارها فترة طويلة من الزمن لن تندمل.. وسيظل عارها يلاحقنا لأننا أصبحنا أمة كلامية وظاهرة صوتية، لا نقوى سوى على جمع التبرعات وارسال المعونات. في غزة اليوم لا مكان للعقل او الحكمة.. منطق القوة يعلو.. وصوت السلاح يتسيد.. في غزة اليوم لا مجال للحوار أو التفاهم.. الموت هو النتيجة الوحيدة التي يريد الاسرائيليون تحقيقها في غزة.. اللهم ارحمنا برحمتك.. أصبحنا لا نملك سوى الدعاء.. رحم الله أياماً كنا فيها أمة لا تقهر.. ووحدة لا تصهر.. وكياناً يعد له ألف حساب.. ودمتم سالمين. @ الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي