لم تكن أم عبد الرحمن هي الأم الوحيدة التي تعاني من تبعات النظام الحالي للسفر مع أبنائها فالنظام الذي سن منذ أكثر من 30عاما ربط أبناء الأم الأرملة مع المطلقة والمعلقة بنفس المصير بل ازداد تعقيدا في السنوات الأخيرة في ظل عيش الأبناء مع أمهاتهم فتعنت الآباء وهروبهم من النفقة والمسؤولية بسبب تبعات طلاق أوعلاق أمهاتهم لسنوات جعل هذه الفئة من الأبناء في المجتمع ممن حرموا نعمة (العلاج والابتعاث وحتى الترفيه) تطالب بأن يعاد تطوير أو تحديث نظام سفرهم مع أمهاتهم وأن لا يبقى وضعهم متوقفا على موافقة آبائهم أولا وأخيرا، وخاصة الذكور اقل من 21عاماً وحتى وهم يحملون وثائق الهوية الوطنية ومحارم لأمهاتهم يظلون في نظر النظام قاصرين فلابد من موافقة والدهم باستخراج الجواز وأما البنات فمصيرهن معلق إلى حين زواجهن، والسؤال الذي يكتب بالخط العريض كيف يأخذ الأبناء حقهم إذا كان والدهم يمنعهم تعنتاً وظلماً وتهرباً والنظام يشد من أزره في ذلك المنع؟ أين يذهب الأبناء من هذا الظلم!! وهل ظروف كل أسرة تتشابه مع الأسرة الأخرى؟ بالطبع لا.. وقبل أن نفتح باب النقاش حول هذا الموضوع سنسرد بعض الأمثلة حتى نقرب مابعد عن ذلك النظام، أم عبد الرحمن أرملة لديها ابن في السابعة عشرة وابنة تدرس في الجامعة وابنة أخرى مطلقة.. بعد وفاة زوجها أصبحت الأم مسؤولة عن أبنائها بحكم شهادة وفاة والدهم وصك إثبات حياتها وحصر الإرث لأبنائها وصك إعالة وصك وكالة (لاحظوا كم صكا) في المرة الأولى استطاعت أن تستخرج لأبنائها جوازات سفر بموجب هذه الصكوك وبعد انتهاء مدة جوازاتهم أرادت تجديدها فرفض طلبها بحجة أن هناك صكا ناقصا وهو صك ولاية !! أم عبد الرحمن تقول: المحكمة رفضت استخراج الصك بموجب أعمار الأبناء الكبار وان صك الولاية لا يعطى إلا للأطفال في سن الحضانة والجوازات امتنعت عن تجديد الجوازات إلا بهذا الصك.. الأرملة تقول: ماذا تريد الجوازات بهذه الصكوك والأمر واضح أنني والدتهم وولية أمرهم ولماذا التعقيد أريد حلا؟ ولو قسنا هذا الموضوع فان الأم المطلقة مرتبطة بنفس نظام المنع إذا كانت مريضة أو احد أبنائها وترغب في السفر للعلاج خارج المملكة يمنع أبناؤها الذكور تحت 21عاما من مرافقتها، الأم المطلقة التي ترغب بالابتعاث الدراسي أو السفر لعمل أو ترفيه تحرم من مرافقة أبنائها الذكور إلا بموافقة والدهم، النظام يحرص على المصلحة العامة ويحرص على موافقة الوالد فهل كل الآباء يستحقون هذه الموافقة هناك من هو مدمن وهناك من هو متعنت وهناك من هو مختف وهناك من هو مسجون فهل يجرم الأبناء بذنب آبائهم ؟نظام الجوازات ينص في المادة (6) بمنح جوازات السفر لكل مواطن يحمل هوية وطنية ولم يصدر بحقه حكم قضائي يمنعه من السفر، النظام المعمول به الآن، وربط موافقة سفر الأبناء الذكور مع والدتهم بالذات بموافقة والدهم يحتاجان إلى مراجعة وتحديث النظام وان لا يعمم على الجميع وان تدرس حالة كل أسرة واحتياجها حتى لا نظلم الأم والأبناء في وقت واحد.