في بعض القضايا الأسرية تقف الكثير من الأسر وخاصة النساء في ساحات القضاء لإثبات حقوقهن عن طريق استخراج الصكوك الشرعية وصك الإعالة هو واحد من تلك الصكوك والذي يستخرج لإثبات حالتها الاجتماعية والذي بمقتضاه تستطيع أن تثبت حقها بالرغم من أنه حقها المشروع إلا أن الظروف والمشكلات الاجتماعية التي تحدث للبعض من النساء تمنع من اعطائه لها فتضطر الى القضاء وفي هذا التحقيق اخترنا بعضاً من تلك القضايا لنتعرف على مسبباتها الاجتماعية التي أدت إلى حدوثها.. أب مستبد تقول أم فهيد الشمري ان زوجي تزوج بامرأة أخرى منذ 9 سنوات وسكن منطقة الشمال وتركني مع ابنائي ولم يفكر يوما بسؤال عنهم أو حتى ارسال مصروف وتقول ومع ذلك أحببت أن أضحي لأجل أبنائي وتجاوزت هذه المشكلة بأنني كنت موظفة استطعت من خلال هذه الوظيفة أن أنفق وأحافظ على ابنائي في غياب والدهم بالرغم من حرماني من حقوقي كزوجة في الاهتمام والنفقة والمشكلة التي واجهتني هي عندما كبرت بناتي، فكلما تقدم لهن عريس كان والدهم يرفض بحجة أنه عريس غير مناسب وكثرة المشكلات والمنازعات بسبب هذا الموضوع وهو يزيد في تعنته هكذا وبلا سبب في هذه الحال لجأت أنا وأخوهم الأكبر إلى المحكمة لإثبات ذلك واستخراج ابني صك إعالة على اخواته ليكون وليهم وقت تزويجهم وهكذا استطعت التخلص من مشكلة والدهم التي استمرت سنوات وبالرغم من ألم التجربة في أن يكون ابني هو ولي علينا ووالده لا يزال على قيد الحياة وهنا المصيبة! أخوتي يمنعونني من الدراسة ٭ الطبيبة منى تقول بعد طلاقي ووفاة والدي أخذ اخوتي بالتسلط علي ومنعي من السفر ومواصلة دراستي الطبية وبما أن طموحي أكبر من كل المشاكل وعندي أبناء ذكور اضطررت الذهاب الى المحكمة واستخراج صك إعالة لابني البكر في أن يكون ولياً لي بدل أخي الأكبر وبذلك أخذت حقي في ممارسة حياتي الطبيعية في ظل أبنائي الذين هم أولى لي من اخوتي ولقد منحني صك الإعالة كافة حقوقي وكان المخرج الشرعي لي. تبرأ من أبنائه تقول أم سعد انه بعد أن طلبت الطلاق من زوجي بسبب سوء معاملته لي وصعوبة العيش معه قام برمي أولادي علي وتبرأ منهم ومن مصروفهم وبالفعل تقدمت إلى المحكمة لاثبات الحالة في انه لا يريدهم وأنني على استعداد بحضانتهم وبعد أن ثبت للمحكمة الحالة قمت باستخراج صك إعالة على أبنائي مدى الحياة بأنني أنا المسؤولة عنهم وليس له حق المطالبة بهم الا عن طريق التقدم الى المحكمة ولقد الزمته المحكمة بدفع نفقة شهرية الواجبة عليه. لضمان حقها الشرعي ٭ تقول الاخصائية الاجتماعية بدرية الشبانة تلجأ المرأة السعودية لاستخراج صك الإعالة لأنها أحيانا تكون مجبرة عليه وفي حال تداخلت الظروف الاجتماعية الصعبة التي تحرمها أو تمنعها في اثبات حقوقها فتلجأ إلى القضاء لإثبات هذه الحقوق باستخراج صك الإعالة أو غيره من الصكوك أو حتى إثبات الحالة الاجتماعية لدى الدوائر الحكومية التي لا تكفيها الأوراق الرسمية مثل صك الطلاق أو شهادة الوفاة وتلزم المرأة في اثبات حالتها حتى تحصل على معونة معينة وهنا تضطر لاستخراج الصك بالرغم أن الإسلام واضح في كل أموره وتعاملاته وأعطى المرأة حقوقها كاملة دون هذه الصكوك فموقف الإسلام أوضح ما لها وما عليها وكفل لها حقها الشرعي ولكن المستجدات والظروف أحيانا تكون أقوى منها فتضطر الى استخراج الصك لإثبات حالتها بموجبه تستطيع الحصول على حقها. لمن تعطى صكوك الإعالة يجيب الدكتور محمد النجيمي رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية وأستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي عن الموضوع ويقول: ٭ تستطيع المرأة الحصول على صك إعالة من المحكمة في حالات مختلفة ومنها إذا كانت مطلقة أو أرملة وغير موظفة لم تتزوج وترغب في إعالة أبنائها وتريد التقدم بطلب الحصول على مساعدة من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية أو البر أو أي مصلحة أخرى لها ولأبنائها فإن هذا الصك يثبت الحالة الاجتماعية لها ولأبنائها ويسهل عليها اجراء الكثير من المعاملات الرسمية. ٭ يحق للمرأة استخراج صك الإعالة في حالة وفاة والدها أو تشدده وتعنته في منع مصالحها يستطيع ابنها البكر إذا كان بالغاً أن يحل محل والدها في ولايتها وإذا رغبت الزواج أو السفر أو الوظيفة أو أي مصلحة أخرى فيتقدم الأبناء المرأة عن اخوتها في حال وفاة والدها في ولايتها كمحارم شرعيين لها فالأبناء أولى من الاخوة في هذه الحال. ٭ ولا يستخرج صكوك الإعالة للمرأة في النواحي المالية فللمرأة ذمة مالية مستقلة وهي المتصرفة الوحيدة فيه لا يحق لأي قريب لها سواء كان زوجا أو أبا أو ابنا التصرف في أموالها أو مصالحها المالية أو ابرام العقود التجارية إلا باذنها إلا في حال أنها وكلت أياً منهم أو عن طريق توكيل شرعي لإدارة مصالحها.