وصل إلى المدينةالمنورة مؤخراً جمع من الحجاج المسنين وأصحاب العاهات والإعاقات بعد أن من الله عليهم بأداء المناسك في كل يسر وسهولة، يرافقهم منظم الرحلة المهندس حسام عبدالحميد نائب رئيس مجموعة العتيبة بالإمارات. وكان ضمن الوفد رجل الأعمال السابق محمد علي حسن الذي لم تساعده أعماله التجارية عندما كان في إيطاليا أن يقصد المشاعر المقدسة حتى قدر الله أن يخسر ثروته ثم يصاب في حادث سير ويضطر الأطباء إلى بتر قدمه، ويعود للحياة معاقا معدما فييسر الله له أهل الخير المنظمين للرحلة الذين اختاروه ليؤدي الفريضة ويطأ الأراضي المقدسة بقدم واحدة، حيث كان يلهج بالشكر والحمد لله عز وجل أن يسر له أداء الحج قائلا: لقد أنستني أموالي الطائلة وصحتي عبادة ربي حتى شاء الله أن أؤدي الفريضة فقيرا معاقا، لأعلم يقينا بأن المعطي والمانع هو الله وحده، كتب لي الغنى فاغتنيت، وقضى بأقداره العادلة أن افتقر فخسرت كل ما أملكه، ومن رحمته أن يسر لي بعد ذلك أن أصل إلى الحرمين الشريفين أطوف بالبيت العتيق وأقبل الحجر الأسود وأسعى بين الصفا والمروة وأزور مسجد النبي الأعظم في يسر وسهولة، مضيفا: لقد رأيت ما لا أستطيع وصفه من اهتمام بالمسجد الحرام والحرم النبوي وكذلك المشاعر المقدسة من إعمار وتشييد واهتمام ليس له نضير، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين كل خير لأنه جعل الاهتمام بأمور المسلمين ومقدساتهم في مقدمة اهتماماته. كما كان ضمن المجموعة أيضا المعمر المصري محمد الوسيمي ( 133عاما) الذي يحج للمرة الثانية كأكبر مسن يؤدي الفريضة هذا العام، والذي توجه بالشكر الجزيل لكل من أعانه على أداء المناسك مشيدا بما لمسه من رعاية واهتمام من قبل حكومة المملكة منذ أن وصل المطار وحتى توجهه للمشاعر المقدسة وغادرها إلى المدينةالمنورة في طريقه للعودة إلى بلاده. وربط الوسيمي بين كف بصره وتمكنه من أداء الفريضة قائلا: كانت أمنيتي أن أحج ولكني لم أستطع تحقيقها حتى أصبت بالعمى مع كبر السن فهيأ الله من يساعدني ويعينني لتتحقق أمنيتي مرتين !، حيث تمكنت من الحج عام 2000م وهذا العام بحمد الله وفضله. وبحسب منظم الرحلة المهندس حسام فإن الفكرة انطلقت من خلال برنامج تلفزيوني يقدمه في إحدى الفضائيات خصصت إحدى حلقاته لتبني مطالب كبار السن والمعوقين بعد جولة في بعض القرى المصرية، فكانت أحلامهم وآمالهم واحدة وهي رؤية الكعبة المشرفة وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاتهم. وأضاف: لقد وجد المسنون من الجهات المعنية في المملكة (حكومية وخاصة) كل تعاطف معهم حيث ساهمت الجهات المختصة في تسهيل إجراءاتهم ومساعدتهم عند أدائهم المناسك كالطواف أو رمي الجمرات، إضافة إلى تبني أحد رجال الأعمال سكنهم في فندق مطل على المسجد النبوي على حسابه الخاص. وناشد (عبدالحميد) رجال الأعمال في البلدان العربية الاهتمام بشريحتي المسنين والمعوقين ومد يد العون والمساعدة لهم وتشييد مرافق صحية واجتماعية وخدمية لهم وتلمس احتياجاتهم وتذليل كل الصعوبات التي تعكر صفو حياتهم، لأنه - والحديث له - لم تجد هاتان الشريحتان العناية التي تستحقانها حتى مع وجود جهات ترعاها الدول لأن القطاعات الحكومية على الرغم مما تبذله فهي بحاجة لمساندة وإسهام القطاع الخاص حتى يكون الدور تكامليا وملموسا ينعكس أثره على كل مسن ومعاق