يقول الإمام الشافعي رحمه الله: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. ونظراً لتواضع شخصي وقلمي فإنني أقول: رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيكم - أحبائي القراء - صواب يحتمل الخطأ. فتعالوا الى كلمة سواء بيننا نتفق من خلالها أن نختلف في الرأي ولا نفسد للود قضية. فلم أجد سبباً وجيهاً للطعن في شخص المحامي المحترم الوقور "محمد الضبعان"، الذي طرح وجهة نظره القانونية الشرعية التي شفعت له بالوقوف أمام كبار القضاة، ولكنها لم تشفع له بالوقوف امام الجمهور الرياضي الذي يتسبب تعصبه للرأي بهروب من نحتاجهم وأخشى ألا يبقى منهم أحد اذا كان الدخول للمنظومة الرياضية كدخول حقل الغام لا يؤمن جانبه. فتعالوا نتناقش بهدوء ودون تعصب. لو جاءت فتوى تحريم سرقة العلامات التجارية والشفرات الفضائية من سماحة المفتي فهل سيوقف منتهكو الحقوق التجارية شراء الملابس المقلدة أو فك شفرة الفضائيات؟ أكاد أجزم أن الفتوى لن تغير شيئاً في النفس الأمارة بالسوء، فكم من الفتاوى لا تطبق، ويكفي ان الربا من الكبائر وكثيرون منا لازالوا يتسابقون على فوائد البنوك، والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى. تحدثت كثيراً عن التشفير، وفي كل مرة يذكر البعض بموقفي ضد التشفير أثناء نهائيات كأس العالم 2002م، ويتهمني بالتناقض حين أدافع عن نفس الشركة المشفرة للدوري، ولعل في الإعادة إفادة، فقلمي كان ولازال وسيظل ضد تشفير منتخب الوطن لأن مشاهدته من أبسط حقوق المواطن ولأن أموال التشفير تذهب للشركة وحدها، بينما تشفير الدوري يختلف تماماً، فالتلفزيون السعودي لازال ينقل اهم المباريات مجاناً وبعدد أكثر من السابق بكثير، والتشفير فقط للمباريات التي لا ينقلها التلفزيون السعودي، وعوائده تذهب بالكامل للأندية لتساهم في تطويرها. أتفق تماماً مع من يطالب بتخفيض قيمة الاشتراك في القنوات المشفرة، ولكنه ليس مبرراً للسرقة، فلم نسمع بأحد قام بالسطو على مخازن الأرز أو الحديد لسرقتها بحجة الغلاء، كما ان مقارنة الأسعار بالدول الشقيقة في غير محلها لأن الأسعار لدينا أغلى في معظم شؤون الحياة، ولكنني اعد بتقديم مقترح بوضع حد أعلى لقيمة الاشتراكات في كراسة الشروط القادمة. ختاماً.. قال أرسطو: "أختلف معك بالرأي، ولكني أدفع رأسي ثمناً لتعبر عن رأيك بحرية"، وليتنا نتعلم أن حدود الحرية تتوقف عند حريات الآخرين، فليس من حق الكاتب او القارئ تجريح من يختلف معه في الرأي، فهناك فارق كبير بين حرية الرأي وحرية التعصب للرأي، وعلى دروب الحرية والود نلتقي،،