لايكفي أن يقوم الإنسان بالعمل حتى يحصل على النجاح، فالأهم هو أن ينتج شيئًا فريدًا. هذه الفكرة ليست جديدة، لكنها تعتبر عقيدة عند فئة من الناس كالمبدعين والمخترعين الذين يجدون في التحديّات والصعاب إثارة تحفّز تفكيرهم للخروج عن المألوف. . فتحت مؤخرًا شركة جوجل الشهيرة مجالا للأفكار الإبداعية والمشروعات التي تعرض منتجات فريدة من نوعها، ورغم أن الإقبال كان قويًا للغاية من جميع أنحاء العالم إلا أن العرب كانوا غائبين تمامًا عن هذا المشروع وكأن الإبداع وزّع خلسة حول العالم ولم يأخذ منه العرب نصيبًا. التفكير الإبداعي الذي يوصف بالتفكير خارج الصندوق لايمكن أن يتحقّق بدون إمكانات عقلية ونفسية ومادية. فعلى سبيل المثال، لايمكن أن تقوم شركة عملاقة للتسويق على النت مثل eBay بدون قدرة عقلية على إنتاج الفكرة الجديدة من الأساس، ومن ثم تخطيط سليم للشروع بها على أرض الواقع، إلى جانب دعامة نفسية تمتاز بالطموح والثقة والإصرار حتى يقدر الشخص أن يتغلب على المصاعب في حال وجدت ولايستسلم من أول خيبة أمل. هذا إلى جانب أنه من المهم أن تكون هناك حاجة مادية واقعية للفكرة، إضافة إلى توفر المادة المناسبة لتيسير المشروع حتى ينتقل من فكرة مجرة وحبر على ورق إلى ميدان العمل. هذا النوع من التفكير المفيد لكل مجتمع وجد فيه يحتاج أيضًا إلى جرأة، لأنه لايمكن أن يقف إنسان ضعيف ويدعم فكرة جديدة وجبارة تنقل المجتمع من مستوى لآخر. الجرأة في طرح الفكرة والواقعية في تنفيذها إلى جانب الوضوح والشفافية في عرضها تجعلان الجمهور يثق أكثر بالفكرة وربما يدعمها أسرع مما لو عرضت بشكل ضعيف أو بطريقة غير مناسبة.. والجرأة ليست فقط مهمة لصاحب الأفكار الجديدة بل مفيدة للمجتمع الذي يستقبل هذا التغيير الجديد لأنه إن لم يتمتع الناس بمقدار صحي من الثقة بالنفس والشجاعة على تجريب هذه الفكرة فإنّ الخنوع والخوف يكبلان المجتمع إلى الأبد بحيث يعيش الناس داخل دائرة مملة من الأمور ذاتها في كل مرة.