قد لا يعرف الكثيرون الدور الكبير الذي تقوم به الأندية الطلابية السعودية في الخارج في سبيل إقامة بعض الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي لها الأثر الكبير في حياة المبتعث الذي يعيش حياة الغربة والبعد عن الوطن. ويعتبر النادي السعودي في سيدني الذي تأسس عام 2005م بجهود فردية من عدد من الطلبة المبتعثين في جامعة سيدني وتولى رئاسته في أول عام الدكتور قاسم المعيدي الذي يشغل الآن منصب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء أحد الأندية الطلابية التي يحتذى بها فرغم الفترة الوجيزة التي مرت عليه إلاّ أنه حقق العديد من الأهداف التي تسعد الجميع. النادي السعودي في سيدني الذي يترأسه المهندس فريح العنزي مر بمنعطف كبير هذا العام حيث تم اعتماد ميزانية سنوية له من قبل وزارة التعليم العالي ومنها بدأت مسيرة بناء النادي بشكل عملي، حيث تم الانتهاء بشكل كامل من تأسيس البنية التحتية للنادي من شراء أجهزة ومعدات وتسجيل النادي رسمياً كمنظمة غير ربحية لدى الحكومة الأسترالية وتم تأسيس نظام مالي للنادي متكامل عمم على باقي الأندية الطلابية ليكون نظاماً موحداً وذلك بمجهودات كبيرة من نائب رئيس النادي محمد بن يحيى آل سالم وبمساعدة المشرف على الشؤون المالية بالنادي الأستاذ عبدالله القحطاني. "الرياض" رصدت وتابعت الأنشطة التي يقوم بها النادي السعودي في مدينة سيدني في أستراليا حيث يعتبر مثالاً يحتذى به بين الأندية الطلابية في الخارج. ويهدف النادي ان يكون الوطن الثاني للمبتعثين والمبتعثات وعوائلهم في الغربة ولم شملهم وتلمس احتياجاتهم وتوفير البيئة الاجتماعية للمبتعثين والمبتعثات والتي تسهم في الاستقرار النفسي، بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات المهمة والضرورية منذ وصول المبتعث حتى تخرجه والتي لها بالغ الأثر في تخفيف وطأة الغربة على المبتعث السعودي وعائلته، حيث يقوم النادي بلقاءات استقبال في كل فصل دراسي لاستقبال الطلاب الجدد والترحيب بهم وتقديم ما يحتاجون من معلومات عن السكن والمواصلات والمعيشة وعمل محاضرات تعريفية في معاهد اللغة للطلاب الجدد والتي تسهم في تأقلمهم واستقرارهم في مقر البعثة حيث يتم ارشادهم إلى كيفية فتح حساب بنكي واستخدام للمواصلات وبحث سكن كما يتم تقديم دليل ارشادي مكون من 35صفحة يحوي كل التفاصيل التي يحتاجها المبتعثين المستجدين الذين أبدوا عن سعادتهم ورضائهم بما قدم لهدم من خدمات سهلت أمورهم. ويصل عدد أعضاء نادي الطلاب السعوديين في سيدني ومرافقيهم حوالي 1200يتواجدون في عدة مناطق وضواحي في سيدني إلى جانب الاجتماعات الدورية فيما بينهم، وإقامته بسبب تباعد الجامعات، حيث يحرص المبتعثون بالسكن بالقرب من جامعاتهم لتسهل عليهم المواصلات اليومية، نشاط ثقافي أسبوعي كل يوم جمعة يشرف عليه الطالب فيصل الصباطي كذلك تم تخصص قسم نسائي للنادي لتولى مهمة إقامة الأنشطة الخاصة بالطالبات والمرافقات وأطفالهم ويتولى إدارة الشؤون الثقافية النسائية الأستاذة هيفاء العصفور. ويحرص النادي على المشاركة في الأنشطة التي تقام في الجامعات الاسترالية في سيدني من خلال الروابط الطلابية التابعة للنادي ورسم الصورة الحسنة عن المواطن السعودي وبالذات ما يتعلق بالجانب الإنساني ومنها على سبيل المثال تنظيم حملة تبرع بالدم ويسعى النادي السعودي في سيدني على تعزيز الجانب العلمي والبحثي بين المبتعثين والمبتعثات من خلال تأسيس جمعيات تخصصية بمجالات متعددة وهي العلوم الطبية والهندسة والحاسب الآلي والقانون واللغة الإنجليزية والإدارة حيث يرأس كل جمعية مبتعث ينتمي إلى نفس التخصص، كما سعى النادي إلى احتواء عدد كبير من أعضاء النادي من فئة الشباب بتقديم برامج رياضية أسبوعية خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويهدف النادي لخدمة جميع المبتعثين والمبتعثات بمختلف فئاتهم ومن ذلك فئة أبناء المبتعثين وشؤونهم التعليمية حيث يشرف الأستاذ عبدالفتاح بتسنجي على الشؤون التعليمية للأبناء وإدارة الامتحانات الفصلية والنهائية لأبناء المبتعثين بمتابعة مباشرة من مندوب وزارة التربية والتعليم الذي يختبر أبناء المبتعثين، وتقوم لجنة الشؤون التعليمية في النادي بدور كبير في تسهيل مهمة وتوفير فصول مناسبة لإقامة الاختبارات وتوفير كل الاحتياجات خلال فترة الامتحانات. كما يقدم النادي لأعضائه حلولاً لكل المشاكل الشخصية أو الأكاديمية للطلاب ويتعاون بشكل كبير مع قسم شؤون الرعايا بالسفارة والملحقية الثقافية في كل ما يتعرض له المبتعثون من مشاكل تحتاج إلى تدخل سريع وخصوصاً ما يعانيه بعض المبتعثين من مشاكل بالسكن مع العوائل حيث يسبب اختلاف العادات والتقاليد تبرز بعض المشاكل والتي تصل في بعض الأحيان إلى قسم الشرطة، وسعى النادي إلى حل كل هذه المشاكل بشكل ودي بدون أي تبعات على المبتعث.