؟ كم من مرة عزيزي القارئ سمعت هذه العبارة: أطال الله عمرك؟! كدعوة من شخص مُحب أو قريب، يتمنى فيها لك أن يطول عمرك سنوات و سنوات عديدة!! في الواقع كان ولا زال طول العمر والبحث في الأسباب المساعدة على ذلك- بعد إرادة الله عزوجل-هاجساً لدى الإنسان و مثاراً لأبحاث ودراسات عديدة. وكأني بالبشر ضربوا بعرض الحائط ما قالهُ شاعرنا: سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ! ولعل من آخرها ما أجرتهُ (جامعة هارفرد الأمريكية) من بحث مُطول استغرق ستين عاماً في دراسة أكثر من ستمائة حالة، ويدور حول كيفية إطالة العمر أو تقصيره، وأن الإنسان قد يمتد عمره الى ما يُجاوز المائة سنة!! ومن أهم ما وصل إليه البحث أن هناك أمور لا علاقة لها بالجينات قد تؤدي لإطالة العمر. منها ممارسة التمارين الرياضية، والامتناع عن التدخين، والحفاظ على وزن مثالي، و أن يتجنب المرء الضغط والتوتر! وأنا أقول هنا هيهات!،وأن تكون كذلك حياة الإنسان مليئة بالإنجازات والتحديات فلاعبو الدورات الأوليمبية و الحائزون على جوائز الأوسكار ونوبل مثلاً يُفترض أن يطول عمرهم أكثر من غيرهم! كما أنه من المهم أن يكون لدى المرء علاقة زوجية سعيدة، ويتوفر لدى الإنسان شبكة علاقات داعمة له وقوية، ولاننسى هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن من أسباب طول العمر وصل الإنسان لأرحامه. والغريب أن هناك دراسات أُخرى قد بينت أن الزواج يطيل عمر الرجل بمقدار 10سنوات،بينما المرأة وبحكم ما يضع عليها الزواج من أعباء قد يؤدي الى تقصير عمرها( ولا عزاء لنساء العالم)!. وخلصت أبحاث أخرى الى أن الحاصلين على درجة الدكتوراه يعيشون أطول من الحاصلين على درجة الماجستير، والذين يعيشون بدورهم فترة أطول من الحاصلين على شهادة جامعية، والذين يعيشون أطول ممن لم يكملوا دراستهم الجامعية! ويلفت نظرنا (السير مايكل مارموت بروفيسورعلم الأوبئة والصحة العامة في جامعة يونيفيرستي كوليج بلندن)، إلى أن منح الناس المزيد من السيطرة على حياتهم و إتاحة الفرصة لهم ليحققوا ذواتهم وضمان أن يلعبوا دورا كاملاً في مجتمعاتهم سيسهم في تعزيز صحتهم وزيادة أعمارهم! (وهنا لا عزاء لأفراد العالم الثالث)!. وختاماً لو سُئلت شخصياً عن رغبتي في طول عمري من عدمه، سأقول لا يهمني طول العمر أو قصره بل العبرة بالنسبة لي بنوعية السنوات التي سأقضيها أكثر من عددها، والتي أتمنى أن أقضيها بإيمان و طاعة وصحة وسعادة وعلم وعملٍ خيّر. فماذا عنك عزيزي القارئ؟