على الرغم من تهالك المواقع الأثرية والسياحة في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، إلا أن مجيء السياح الأمريكيين والغربيين لها لا يتوقف، ويشدد قاطنو البلدة البالغ عددهم نحو 25الف نسمة على تعودهم على رؤية السياح وهم يتجولون بين الحين والآخر في مناطق البلدة. ورافقت "الرياض" سياحا أمريكيين زاروا العوامية مؤخراً إذ توقفوا لمشاهدة عيونها التاريخية التي لم يعد يجري الماء فيها، بيد أن السياح بدت عليهم علامات الاستغراب الحضاري الذي أفرز عمق هذه العيون بطريقة هندسية رائعة، وتوقف السياح لدقائق عدة في العين الشهرية "الطيبة"، فيما أخذ الباحث في شؤون التاريخ والمنطقة زكي الصالح يشرح لهم ما كانت عليه العين قبل سنوات عدة، إذ كانت تعج بالحياة التي تنتشر حولها وبعيدا عنها لعدة كيلو مترات. واستعان الصالح بكتابه "العوامية" الذي دوّن فيه تراث البلدة، ما أثار إعجاب السياح الذين شددوا في حديثهم على أن زيارة المملكة سياحيا تستحق الحضور وقطع مسافات طويلة، ولم يكتف السياح بالتوجه لعين واحدة، بل توقفوا على عين المنصوري التي تبعد عن العين الأولى نحو ثلاثة كيلو مترات، فشكلوا فكرة عن تكوين كل عين، وبخاصة أن عين الطيبة تختلف من ناحية الشكل عن "المنصوري" التي لم يعد فيها الماء، وقال (B.j Collo) وهو صاحب شركة سياحية يقصدها الغربيون: "أحرص على مشاهدة السياح للآثار والتراث الشعبي في المملكة، فهو يمثل شغفا كبيرا بالنسبة للسياح". إلى ذلك تعتبر بلدة العوامية من المناطق التي تحوي أماكن تراثية وأثرية، إذ تعد مسورتها التي يطالب مهتمون بشأن التراث بضرورة الاهتمام بها سياحيا معمرة زمنيا، ويبلغ عمرها نحو 400عام، وهي منطقة بنيت بأحجار البحر القديمة وجذوع النخل، فيما تهاوت بعض منازلها وما زال بعضها الآخر صامدا في وجه الزمن. ويمثل مدخل العوامية من ناحية الجنوب موقعا أثريا هاما للمختصين الأثريين، ما جعل المتحف الأقليمي في المنطقة الشرقية يرسل أخيرا منقبيه لحي الزارة المعروف تاريخيا، ليحقق نجاحا أثريا هاما، إذ تم اكتشاف (جرار طينية) تعود لعصور تاريخية مختلفة، إضافة لأدوات منزليه كالرحى وغيرها، ما يؤكد غنى المنطقة بالآثار. وليس بعيدا عن ما تحويه منطقة الزارة الجنوبيه، ففي غرب البلدة تكثر القطع الفخارية الملقاة على طبقة الأرض البرية، فيما يتوقع أثريون أنها تحوي آثارا كبيرة ترقد تحت الرمال، وتمتاز المنطقة التي يقصدها أحيانا السياح بالبروج القديمة التي كانت تستخدم لحماية البلدة من ناحية الغرب قبل مئات السنين، كما يعتقد باحثون أثريون أنها امتداد لعاصمة المنطقة التاريخية "الزارة"، إذ اكتشفت آثارا شبيهة لما تم اكتشافه من قبل متحف الدمام الإقليمي في حي الزارة الواقع في الناحية الجنوبية للبلدة. يشار إلى أن بلدة العوامية تقع جنوب مدينة صفوى، وتتميز بميزات عدة، منها احتواؤها على منطقة الرامس البالغة نحو ثمانية ملايين م2، وهي أكبر مساحة وقف في الشرق الأوسط، كما يحرص السياح على أكل الطماطم الذي يتميز طعمه عن بقية الأنواع، ما يجعل السياح يتجهون لزيارة المنطقة الزراعية ليتعرفوا على كيفية زراعة الطماطم الذي اكتسب شهرة كبيرة بينهم.