عبر سياح أمريكيون زاروا أمس (الجمعة) مناطق أثرية في المنطقة الشرقية عن ارتياحهم الكبير لما شاهدوه من الحماية الأمنية التي وفرتها لهم قطاعات أمنية مختلفة أثناء تنقلاتهم بين مناطق بعيدة، كقدومهم من محافظة الأحساء إلى محافظة القطيف، البعيدتين عن بعضهما نحو 250كيلو متر. ووصف الأمريكيون زيارتهم للمملكة ب"التاريخية والفرصة الذهبية" التي مكنتهم من معرفة حقيقة الشعب السعودي عن كثب، مشيدين بالطيبة الكبيرة التي شاهدوها في ربوع المملكة. بدأ انطلاق جولتهم السياحية من الطائف، التي انتقلوا منها إلى العاصمة الرياض، فالمنطقة الشرقية التي زاروا فيها معالم أثرية، منها جبل القارة في محافظة الأحساء، وقلعة تاروت في محافظة القطيف، بيد أن سوق الخميس الشعبي ترك في نفوسهم ارتياحا كبيرا، إذ تعرضوا فيه لمواقف طريفة جدا كتوجيه رسالة عتب من رجل مسن إلى بي جي كوكيل (bj cocil) الأمريكي الذي يتحدث العربية بشكل خفيف، رد الرجل الأمريكي بقوله "أنا أمد يدي لك من أجل السلام". تلاها بمصافحة حميمية. كما شدد الوفد السياحي على أن مخالطتهم السعوديين غيرت الصورة النمطية عن المواطن السعودي، والتي تشكلت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقالت ميسي (missy): حين أعود لأمريكا بعد هذه الجولة السياحية سأخبر أصدقائي عن الأخلاق الواسعة التي شاهدتها لدى السعوديين الذين التقيتهم في الطرق وفي كل مكان أتوجه إليه، مشيرة إلى أن التواصل السياحي قادر على تغيير بعض المفاهيم الخاطئة التي يحملها بعض الأمريكيين عن السعوديين. أما باتي (patty) التي لم تترك شيئا في سوق الخميس، إلا وجربته، فرأت أن السعودية بلد يستحق أن يزار، وأنه غني بمقوماته السياحية التي إن أحسن استخدامها سيعود ذلك بثروة لا تقدر بثمن لهذه البلاد، ورأت أن أهم مقوم سياحي متوفر بقوة، وهو الأمن، وقالت: "أشعر به أكثر من أي بلد سياحي زرته في العالم". وأضافت إن المرافقة الأمنية التي جاءت من دون أن نطلبها تشعرنا بالاطمئنان والأمان في هذا البلد الكبير، مشيرة إلى أنها وبقية زملائها في المجموعة السياحية يشعرون بأن هذه الإجراءات تأتي في سياق الحفاظ على سلامتهم. و"الرياض" التي رافقت الوفد السياحي أثناء جولته السياحية في محافظة القطيف سألت سيلاس (silas) الشاب عن سبب زيارته للمملكة، فقال: "جئت مع والدي الذي قال لي سنزور السعودية، ففرحت لأني لا أعرف شيئا عن هذا البلد، وأصدقائي الشبان كانوا يتحدثون عنه في أمريكا بشكل سلبي"، مستدركا "حين جئت هنا تعرفت على الناس فوجدت عكس ذلك وسأغير الصورة الخاطئة عندهم". وتنقل الوفد السياحي في محافظة القطيف بين مناطق رأوا أنها مناسبة للزيارة كسوق الخميس الشعبي، وبلدة العوامية التي تحتفظ بما بقي من مسورة قديمة يبلغ عمرها نحو 300عام، وتجولوا في المسورة، إذ شاهدوا المنازل التي بنيت بحجارة البحر، وجذوع أشجار النخيل التي تجعل البنيان الأسمنتي لا يسقط لتشكل أعمدة تحمل السقوف، وهو ما أثار إعجابهم، وقال كارمر (karmer): لم أتوقع أن تكون هذه البلدة معمرة لنحو 300عام، سائلا عن أهلها الذين يقطن بعضهم داخل المسورة، فيما رأى فيرن (vern) أن هذا التراث الحضاري يجب أن يحفظ كي تتوفر فيه الخدمات السياحية، الأمر الذي أيده الباحث في عالم الآثار زكي الصالح الذي شرح لهم بشكل مفصل مناطق المسورة، إذ قال ل"الرياض": "من المفترض أن تنزع الملكيات ويعوض مالكوها كي تتمكن الدولة من الحفاظ على هذا التراث". وتجمع الوفد السياحي عند عين المسورة التي تعرف محليا ب"المسيونة"، كما شاهدوا عينا طبيعية أخرى، هي عين "المنصوري". يشار إلى أن الوفد السياحي استعان بالمرشد السياحي خالد القحطاني الذي رأى أن معظم أماكن الآثار في المملكة لا تحظى بلوحات إرشادية تفصيلية عن الموقع الأثري، ما يسبب مشكلة لدى المرشدين السياحيين، وبخاصة إن كان عدد السياح مرتفعاً.