"إذا سقطت البورصة فالكارثة على جميع قطاعات الاقتصاد من العقار إلى الصناعة إلى البنوك إلى البقالة والدكان" ناصر الخرافي - مجموعة الخرافي الكويتية * شعاع كابيتال هي أحد البنوك الاستثمارية الإماراتية بدولة الإمارات الشقيقة، وهي تعتبر من أهم البنوك الاستثمارية التي حققت نجاحات جيدة للفترة الماضية، وهي احدى البنوك والشركات التي تقيم الأسهم السعودية بسوقنا باستمرار، وكثير من الشركات قيمتها شعاع على مدى سنوات عديدة، ولم ينجح أو يحقق أي سهم هدفه وهي طبعا أهداف صاعدة لا هابطة للأسعار، وهو نهج كان كثير من الشركات الاماراتية "بالذات" كانت تركز على تقييم أسعار أسهم للشركات السعودية بعد أن تكون ارتفعت بما يقارب 10- 15بالمائة ثم يصدر التقييم، وفي النهاية لا يصل للسعر المستهدف أو يكون قريبا منه ولكن يكون التراجع سريعا جدا للسعر، آخر هذه التقييمات التي أصبحت لا تثير كثيرا أو أصبح أي تقييم يصدر من شعاع أو غيرها علامة تراجع لا صعود والأمثلة كثيرة، ولكن ما لفت انتباهي في الفترة الأخيرة أن شعاع مستثمرة بشركة "أنابيب السعودية" وهي مدرجة بسوق الأسهم السعودي وكانت تملك حصة 6.9% في تاريخ 16أغسطس الماضي، وارتفعت الحصة بعدها بأيام إلى 7.2% وأوصت الشركة "شعاع" بالشراء وأن السعر العادل هو 155ريالاً لسهم "أنابيب" ونشر بتاريخ 29مايو 2008وكان وقتها السعر 107ريالات، وأعلى سعر وصل له السهم هو 129.50في تاريخ 7يونيو 2008الماضي. الآن وطبقا لما نشر في قائمة أكبر الملاك لسهم أنابيب اختفى اسم شعاع كابيتال، أي تم بيع ما لا يقل عن 2.3% لأنها ستصبح أقل من 5% وسيختفي الاسم، فهل باعت شعاع كل أسهمها في أنابيب؟ وهل احتفظت بكميات أقل من 5% بما لا يظهر الاسم ضمن قائمة الملاك 5%؟ قد يكون وكل شيء محتمل، سعر سهم أنابيب الآن وهي شركة مميزة وجيدة وتحقق أرباحاً ونموا لا غبار عليه وصل السعر الآن مع قوة تراجع السوق وأزمته إلى 69ريالاً ووصل أيضاً لمستويات 58ريال. أي تراجع لا يقل عن 50% من أعلى سعر وصل له. في 18أكتوبر 2008الماضي تعلن شعاع كابيتال عن خسارة بمقدار 438.19مليون درهم إماراتي، وأن صافي خسارتها في الربع الثالث 371.1مليون درهم إماراتي بسبب شطب أموالها تتعلق بأزمة ليمان برذرز. الآن، بعد هذه القراءة السريعة بين بنك استثماري بوزن "شعاع" توصي بسهم "أنابيب" وترفع ملكيتها وحين تجاوز السعر 120ريالا بدأت تتراجع كمياتها لتختفي من قائمة 5%، فأين توصيتها بسعر 155ولماذا لم تحتفظ بالسهم؟ وأن كانت ظروف الأزمة وعواصفها هبت وستقول الظروف تغيرت كان واجبها أن تعلن أيضا للجمهور "لقد تغيرت نظرتنا للسهم لظروف كذا وكذا" لا أن يكون الصمت هو السائد، ثم هل لازالت شعاع تملك في السهم أم لا؟ أم ستعيد الشراء بعد أن يصل لمستويات دنيا وستعيد الشراء ثم تصدر توصية أن السعر العادل 140أو 130ريالا بعد أن يكون الشراء تم ما بين 50- 60أو أقل أو أكثر، متغيرات كثيرة فتحت لشركات أجنبية أن تفعل ما تشاء فمن سيحاسب؟ أتركها للمحاسب أن وجد؟ ولكن الأهم أن هذه البنوك والشركات يجب أن تدرك أنها فقدت "الثقة" بها ، فهناك "أخلاق السوق" أن وجدت يجب أن تتبع، وأن على هيئة سوق المال أن تقف وتطرح السؤال ماذا يحدث بسهم "أنابيب" يا شعاع كابيتال. رغم أن شعاع لم تنجُ من الأزمة المالية وحققت خسائر ضخمة وكبيرة كما يعلن والقادم سيكون أسوأ مع الركود الاقتصادي فلن أستغرب أي شيء يصدر، فما بين سهم "أنابيب" وخسائر شعاع "بليمان برذرز" من سيضع أمواله ليستثمر بشركات الأموال والبنوك الاستثمارية، فمن سيراقب ومن سيحاسب؟ وشعاع كمثال.