يسمّونها (إنسانيّة).. مسألة ما كان يمكن أن يتّهم بها نفسه.. أضاع نصف عمره يدرس.. ولا أحد يعلم هل كانت (كبيسة) أم (بسيطة) تلك السنة التي أفرجت فيها عنه (كلية الطب)، وأصبح بعدها (حكيماً).! ومن حسن حظ (أصحاب السعادة الصحية) أنهم لم يمرضوا ونفدوا بجلودهم من (الكشفية).! تجاورنا (بالصدفة) في مقاعد الطائرة وكان يحلم (بلا تحفظ).. ويضحك حتى العظم.. وكانت الرحلة طويلة.. طويلة يا ولدي.! ثنى رقبته (السمينة) وأخذ يشخر يباري دويّ محركات الطائرة.! تعثرت (المضيفة) الفاتنة.. كان جاري (النائم) ينصب فخاً للمارة في غفلة من (قلم المرور).! وأفاق وشهق.. وبحلق في (الحادث) بعينين منتفختين، وأحلام شبابية غير قابلة للتحقيق.! ثم جعل يمضغ ما وسعه المضغ.. وعاود النوم على موجة دائرية الاتجاه.! @@@ عندما كنت صغيراً، كانت أقصى أمنياتي أن أمتلك دراجة عادية.. لها مصباح أمامي وأنوار خلفية وجرس.! وطال صبري.. وكلما كبرت كنت أتنازل عن بعض (ضروريات) الدراجة وأعتبرها (كماليات).! لكن الدراجة تأخرت كثيراً.. تنازلت عن المصابيح.. والجرس.. وحتى (الرفارف).. لكن الدراجة لم تأت.. فأدركت أن السماء (لا تمطر بسكليتات).. وما كان متاحاً - والحالة هذه - إلا أن أخفّض أمنياتي.. وأكتفي بظهر (حمار السّقا).! @@@ "شيخ عبدالباري".. "شيخ عبدالباري".. أكثر من صوت كان يردد اسم صاحبي.. وكدت أجيب لولا أنني تذكرت (اسمي).. وأفاق سعادته بعد أن تفضّل وأسند كوعه على ضلوعي.. فنظر إليّ فابتسمت من تحت الأنقاض.! كان ما يزال (يمضغ) على سبيل (الهواية).. إن له تاريخاً في (المضغ).! الحياة تحتاج إلى (فكين).. ولسان وأسنان.. هذا كل ما في الأمر.!