كان يجب أن ينتهي التاريخ العريق لفرقة بينك فلويد الأسطورية بأغنية "الآمال السامية"، التي سمي ألبوم "جرس التقسيم" الذي صنفت أخيرة فيه، بمقطع من قصيدة الأغنية، التي كتبها ديفيد غيلمور وزوجته بولي سامسون، وعلى الرغم من أنها كانت العمل الأول الذي بدأت الفرقة في الاشتغال عليه، إلا أنها كانت الأخيرة في التحقيق، وكانت الأكثر شهرة من أغاني الألبوم. كلمات القصيدة الغنائية التي كتبها غيلمور بشكل أساسي، تحمل المنهج الفلسفي الذي اعتاده الجمهور من بينك فلويد، المعاني العميقة التي يتجادل الجمهور في تفسيرها، دون الوقوف على ملامح من الماضي يمكن التعويل عليها في مراد الذين كتبوا أغلب أعمال الفرقة روجر واترز وديفيد غيلمور، ومع خروج واترز من الفرقة أصبح الأمر منوطاً بغيلمور الذي شارك الجميع في أعمال الألبوم، لكنه وحد جهده في كتابة "الآمال السامية"، التي قال عنها "لقد كانت ومضة إلهام"، والتي يمكننا استقراءها على مرحلة ما، بأنها سيرة ذاتية له. تتحدث الكلمات عن الأشياء التي يكتسبها المرء في الحياة، والأشياء التي يمكن أن يخسرها في المقابل، الحياة المرتبطة بعمر يبتدئ وينتهي، الحنين العميق في ذكريات الماضي (ناستولجيا)، والاستمرار في الاعتقاد أن كل تقدم يفقدك جزءاً من حياتك، ينتهي بالكلية مع حضور الموت. في الأغنية المصورة تبدو المعاني أشد عمقاً وقابلية لتعدد التفسير، حيث المشاهد التي تمتلئ بترميزات شديدة التكثيف والمواءمة مع كلمات الأغنية التي تسير معها بالتوازي، لقطات من بهو جامعة كامبريدج التي درس فيها غيلمور، ريف فينلاند في كامبريدجشاير، مشاهد لمؤسس الفرقة "سيد باريت" الذي استبدل به غيلمور بسبب اللوثة العقلية التي اجتاحته في عمر مبكر من تاريخ الفرقة لم يتجاوز الألبوم الأول، وهو يتطلع إلى الأفق الذي يبتدئ به مطلع القصيدة الغنائية عند كاتدرائية إيلي. لحن المقدمة حافل بالذكريات لعشاق بينك فلويد، فالأجراس تذكرنا بأغنية "الشمس السمينة القديمة" من ألبوم "ذرة قلب الأم" عام 1970م، أصوات تغريد الطيور وأزيز الذباب يعيد الذكرى إلى أغنية "أرامل غرانتشستر" من ألبوم "أوماقوما" عام 1969م. الأغنية تروي حكاية أسطورة اسمها "بينك فلويد"، منذ البدايات مروراً بنجاحاتهم المبهرة مع ألبومي "الجانب المظلم من القمر" 1973م و"الجدار 1979م، ثم الانفصال والارتباط من جديد. السطر الأخير من القصيدة "النهر الأبدي.. دائماً للأبد" يرتبط بمقطع "تطفو على النهر.. دائماً وأبداً" من أغنيتهم الأولى "انظر إميلي تلعب" عام 1967م. اللحن التدريجي والمتصاعد، أجراس التقسيم وتصاعد اللحن عسكرياً لمقطع التغير الأكبر في الجزء الثاني من الأغنية، ثم العزف المنفرد لجيتار غيلمور الجانبي على الحجر، والذي يصنف في كثير من قوائم التصنيف على أنه أحد الأفضل في التاريخ. تم إعادة تسجيل وتوزيع الأغنية من قبل الفرقة الفنلندية الشهيرة "نايت ويش" عام 2005م، ثم حققت الفرقة القوطية "جروجيان" نسختها اللاحقة، في الجزء الخامس من "سادة النشيد".