* انطلقت مع بداية اليوم الأول للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي المراحل الأولى للتشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) في مناطق الرياضومكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوالشرقيةوالقصيموالحدود الشمالية ومنطقة الجوف ويشمل المشروع 388924طالبة من طالبات التعليم العام وهو ما يمثل 27% من المجموع الكلي لطالبات التعليم العام حيث إن كل طالبة تنقل من خلال مشروع الأمين تكلف الدولة 1691ريالاً. ويعتبرالنقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) من أحدث المشاريع التي تتبناها وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ممثلة بتعليم البنات ويأتي هذا المشروع مواكبا لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله لتطوير التعليم العام وتذليل جميع الصعوبات التي تواجه طلاب وطالبات التعليم العام وذلك لكي يتفرغوا للتحصيل العلمي والتربوي. وقد أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية بتعليم البنات رئيس اللجنة العامة لمتابعة مشروع النقل المدرسي الأستاذ عثمان بن عبدالله العبدالجبار أنه نظراً لحرص الوزارة على تلافي جميع السلبيات والمشاكل السابقة التي كانت تعترض النقل المدرسي سواء مشاكل اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية فقد تم إسناد مشروع النقل المدرسي بالكامل إلى القطاع الخاص وتحت إشراف الوزارة محدثة بذلك نقلة نوعية في مفهوم النقل المدرسي مشيراً إلى أن فكرة المشروع وإسناده إلى القطاع الخاص بدأت عام 1423ه بعدما لاحظ المسؤولون السلبيات والمشاكل التي تعترض النقل المدرسي السابق فقد كانت هناك مشاكل شبه يومية تعاني منها الطالبات وذلك مثل الحافلات المستخدمة بالنقل والتي تعتبر غير صالحة لنقل آمن ومريح لأن تلك المركبات المستخدمة بالنقل غير ملائمة فنياً فضلاً عن تكدسها بالطالبات وتعطلها المتكرر كل تلك المشاكل كانت هاجسا للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم وكذلك لأولياء الأمور الذين تستفيد بناتهم من الخدمة وسببا مباشرا أمام إحجام العديد من أولياء الأمور الآخرين عن طلب انضمام بناتهم في تلك الخدمة وتحمل عبء إيصالهن لمدارسهن وإعادتهن إلى منازلهن وما ينتج عن ذلك من زيادة في عدد المركبات في الطريق والذي يكون سببا مباشرا في الازدحام المروري وزيادة التلوث البيئي المصاحب بالإضافة إلى إهدار وقت عمل الكثير من أولياء الأمور في نقل بناتهم موضحاً أن ذلك سيسهم في تقليل مستوى الإنتاجية لديهم. وأشار العبدالجبار إلى أن وزارة التربية والتعليم ممثلة بتعليم البنات تعمل جاهدة على تفعيل هذا المشروع ضمن خطة إستراتيجية واضحة إذ بدأت العمل بتشكيل لجنة دائمة لمتابعة مشروع النقل المدرسي في جهاز الوزارة يكون هدفها الرئيسي الإشراف والمتابعة وتذليل العقبات والعوائق والعمل على تطوير النقل المدرسي كمفهوم وصناعة وثقافة ولقد عملت اللجنة على تحقيق الأهداف التي رسمتها لتطوير النقل المدرسي وذلك بدءا بتأهيل المتقدمين من الشركات الخاصة المحلية وقد تم التوقيع مع مؤسسة حافل للنقل لمناطق الرياضومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، والشرقيةوالقصيم) وتم التوقيع مع شركة أبو سرهد لمنطقتي (الجوفوالحدود الشمالية) ومرورا بإصدار آليات للتشغيل الأمثل وبرامج المتابعة واعتماد الخطط العامة والتشغيلية وانتهاء بالتشغيل التجريبي لإحدى المناطق قبل التشغيل الفعلي في جميع المناطق وحيث تم اختيار منطقة المدينةالمنورة لبدء التشغيل فيها منذ الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1429/1428ه. مبيناً أن نتائج التشغيل التجريبي لمنطقة المدينةالمنورة جاءت مشجعة وفاقت التوقعات وتؤكد على الإسراع للتشغيل الفعلي في مناطق المملكة الأخرى وذلك لما لمسه المجتمع في المدينةالمنورة من مسؤولين وأولياء أمور وطالبات من إيجابيات عديدة جراء التشغيل التجريبي للمشروع في المنطقة والحد من السلبيات التي كانت تعترض النقل المدرسي السابق. وأكد العبدالجبار أن هدف مشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) لا يقتصر على معالجة المشاكل التي كان يعاني منها النقل المدرسي بأسلوبه السابق فقط بل يسعى المشروع إلى تحقيق أهداف أخرى من أبرزها إيجاد نقل آمن ومريح لطالبات التعليم العام وكذلك إحداث نقلة نوعية في مفهوم صناعة النقل المدرسي ونقله من المفهوم السابق والسائد للنقل المدرسي المقتصر على أنه حافلة وسائق فقط إلى المفهوم الشامل للنقل المدرسي وهذا ما يسعى إليه المشروع وبالتعاون مع الشركات المتعهدة (مؤسسة حافل للنقل وشركة أبوسرهد للنقل) من خلال إيجاد منظومة عمل تضمن نجاح مشروع النقل المدرسي مشيراً إلى أنه بدأ العمل على إيجاد خرائط رقمية لمسارات الحافلات ونقاط الإركاب باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ومرتبط بقواعد بيانات رقمية (مسارات الحافلات، نقاط الإركاب، أرقام المنازل ومواقعها) لتكون إحدى لبنات نجاح المشروع. وأضاف العبدالجبار أنه نظراً لإيمان الوزارة أن التدريب والتثقيف هو حجر الزاوية للمجتمع الناجح والمتطور فقد أقر المشروع العديد من برامج التدريب والتثقيف تشمل الطالبات المستخدِمات للحافلات ورفع مستوى الوعي لديهن وكذلك السائقين ومشرفات النقل في المدارس والعمل على رفع ثقافة النقل المدرسي لدى المجتمع من خلال إستراتيجيات وخطط طموحة وقد تم تطوير موقع إلكتروني للمشروع ليتمكن الجميع من الوصول إليه والإطلاع على سير العمل ومراحل الإنجاز وأهم التعليمات والتقارير فولي الأمر له الحق الكامل بالإطلاع على الخطوات التنفيذية والتفصيلية للمشروع مؤكداً ترحيب اللجنة العامة لمتابعة مشروع النقل المدرسي بتلقي أي اقتراحات من شأنها رفع مستوى العمل في المشروع. الخطط التشغيلية للمشروع من جانبه أوضح الدكتور مهندس سامي بن عبدالله الدبيخي المستشار المشرف على مشروع النقل المدرسي أن التشغيل الأمثل لمشروع النقل المدرسي يحتاج إلى العديد من الإجراءات والتنظيمات والتي تضمن أن تكون بداية التشغيل متوافقة مع الصورة التي يتطلع لها المسؤولون في الدولة ويتمناها أولياء الأمور وتستفيد منها الطالبات الاستفادة المثلى. مشيراً إلى أن الوزارة أقرت وبالتعاون مع المتعهدين خططاً تشغيلية تسهم في ضمان سير العمل وفق الخطة المرسومة له فكان لكل منطقة من مناطق المملكة التي شملها مشروع النقل المدرسي (الأمين) خطة تشغيلية تشتمل على الجدول الزمني للمهام وكذلك الموارد والتجهيزات الرئيسة بالإضافة إلى احتياجات التشغيل والضوابط والمعايير لتحسين ورفع كفاءة الأداء. وبين الدبيخي أن خطط التشغيل تضمنت عدة مراحل للمشروع إذ تقوم المرحلة الأولى والتي تمتد طوال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1430/1429ه في المناطق المشمولة بالمشروع وهي بمثابة إحلال الحافلات الجديدة محل الحافلات القديمة وضخ موارد إضافية من حافلات وغيره وذلك لإنهاء التكدس وفتح مسارات أخرى مع ضمان مقعد لكل طالبة وربط الحافلات بغرفة عمليات موحدة على مستوى كل إدارة تربية وتعليم وسيكون خلال تلك المدة دراسة مسارات الحافلات ونقاط للإركاب ورفع إحداثيات المدارس والتشغيل التجريبي لأنظمة المعلومات الجغرافية مع ربطها بقواعد البيانات عن الطالبات المستفيدات والمدارس وذلك داخل المدن الكبرى في المناطق والمحافظات مع إسناد المناطق النائية والوعرة إلى متعهدين محليين من الباطن والعمل على رفع مستوى حافلاتهم ووسائل النقل لديهم لتكون وفق مواصفات (الأمين). فيما تمتد المرحلة الثانية من المشروع خلال الفصل الدراسي الثاني 1430/1429ه ويتم فيها التشغيل وفق مواصفات مشروع الأمين (مسارات ونقاط إركاب وبطاقات خاصة لركوب الحافلات) وذلك بعد أن يتم نشر ثقافة النقل المدرسي وفق ماهو معمول به عالمياً ولذلك فقد تم البدء في تتبع ودراسة التجارب العالمية الناجحة في صناعة النقل المدرسي لكي تتم الاستفادة من هذه التجارب والبدء في تطبيق العناصر الإيجابية لها في هذه المرحلة مع مراعاة خصوصية المجتمع السعودي ويتم التوسع وفق تلك الآلية طوال الفصل الدراسي الثاني. وفي المرحلة الثالثة والتي تبدأ بعد نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام 1430/1429ه فسيتم التعميم على جميع مناطق ومحافظات المملكة لتشغيل النقل المدرسي وفق مواصفات مشروع الأمين وفي هذه المرحلة أيضا سوف يتم التوسع في مشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام ليشمل طلاب التعليم العام وكذلك المعلمات وسوف يتيح هذا التدرج المدروس في مراحل المشروع كامل الفرصة للمجتمع للتأقلم مع مشروع النقل المدرسي (الأمين) وتقبله وبالتالي المساهمة في إنجاحه. إحصائيات عن المشروع وبين الدبيخي أنه تم ومع بداية اليوم الأول للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي التشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام (الأمين) في مناطق الرياض، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الشرقية، القصيم، الحدود الشمالية، ومنطقة الجوف وهذا المشروع يشمل 388924طالبة من طالبات التعليم العام ما يمثل 27% من المجموع الكلي لطالبات التعليم العام حيث أن كل طالبة تنقل من خلال مشروع الأمين تكلف الدولة 1691ريالاً سنوياً وأضاف الدبيخي يقول أنه مع المميزات العديدة لهذا المشروع والتكلفة العالية على الدولة إلا أن القرار السامي من خادم الحرمين الشريفين كان واضحا بعدم تحمل أولياء الأمور أي مبالغ وأن الدولة تتحملها كاملة ولاشك أن هذه إحدى مكرمات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وبين الدبيخي أن المناطق والمدن والمحافظات والقرى والهجر التي بدأ تشغيل المشروع فيها هي: في مدينة الرياض والمندوبيات التابعة لها بدأت شركة حافل(المتعهد لمنطقة الرياض) وحسب الخطة المعتمدة بتسيير 812حافلة وذلك لنقل مايزيد على 68900طالبة. وهذه الحافلات مجهزة بكامل وسائل الراحة والأمان وقد تم العمل على إصدار بطاقة مؤقتة خاصة بكل طالبة تستخدم الحافلة وستراقب هذه الحافلات من خلال غرف عمليات مجهزة تجهيزاً كاملاً في كل إدارة تربية وتعليم وسيتمكن أي شخص من الاتصال بهذه الغرف للإبلاغ عن أي مشكلة في الحافلة. أما في مدن ومحافظات منطقة الرياض ستبدأ شركة حافل بتسيير ما مجموعه 775حافلة موزعة على مدن الخرج والحوطة والحريق والأفلاج، ووادي الدواسر والمجمعة والغاط والزلفي وشقراء والدوادمي وعفيف، والقويعية وذلك لنقل 50523طالبة هذا بالإضافة إلى 523مركبة متنوعة لمتعهدين من الباطن تخدم خارج المدن الرئيسية. وستتولى إدارات التربية والتعليم بتلك المدن الإشراف والمتابعة لسير العمل في مدنها. وفي مكةالمكرمة والمندوبيات التابعة لها ستبدأ شركة حافل (المتعهد لمنطقة مكةالمكرمة) بتسيير 136حافلة في شوارع وطرق مكةالمكرمة لنقل مايزيد عن 15044طالبة، كما سيتم تسيير 237حافلة موزعة على مدن جدة والطائف والقنفذة والليث وذلك لنقل 39630طالبة إضافة إلى 966مركبة متنوعة لمتعهدين من الباطن تخدم في خارج المدن الرئيسية وفي المدينةالمنورة والمندوبيات التابعة لها تستمر شركة حافل (المتعهد لمنطقة المدينةالمنورة) بتسيير 296حافلة وذلك لنقل 15457طالبة كما سيتم تسيير 114حافلة موزعة على محافظتي ينبع والعلا وذلك لنقل 4047طالبة إضافة إلى 18مركبة متنوعة لمتعهدين من الباطن تخدم في خارج المدن الرئيسية.وفي مدن المنطقة الشرقية (الدمام والخبر والقطيف وبقيق ودارين وصفوى ورأس تنورة والجبيل والخفجي والنعيرية والعرار وقرية العليا والرفيعة) ستبدأ شركة حافل (المتعهد للمنطقة الشرقية) بتسيير 471حافلة إضافة إلى 201حافلة متعاقدة من الباطن وذلك لنقل 69685طالبة، كما سيتم تسيير 307حافلات إضافة إلى 214حافلة لمتعهدين من الباطن موزعة على مدينتي الأحساء وحفر الباطن لنقل 45787طالبة. وفي مدينة بريدة ستبدأ شركة حافل (المتعهد لمنطقة القصيم) بتسيير 193حافلة إضافة إلى 503مركبات متنوعة لمتعهدين من الباطن وذلك لنقل 43371طالبة، كما سيتم تسيير 226حافلة إضافة إلى 255مركبة متنوعة لمتعهدين من الباطن موزعة على مدن عنيزة والرس والمذنب والبكيرية لنقل 24071طالبة. وفي مدينة سكاكا ستبدأ شركة أبو سرهد (المتعهد لمنطقة الجوف) بتسيير 46حافلة وذلك لنقل 1922طالبة، كما سيتم تسيير 71حافلة موزعة على مدن صوير ودومة الجندل وطبرجل والقريات وذلك لنقل 6157طالبة. وفي مدينة عرعر ستبدأ شركة أبوسرهد (المتعهد لمنطقة الحدود الشمالية) بتسيير 30حافلة وذلك لنقل 1164طالبة، كما سيتم تسيير 109حافلات موزعة على مدن طريف والعويقلية ورفحاء وذلك لنقل 4166طالبة.حيث يتضح أن المشروع سيبدأ من أول أيام الفصل الدراسي الأول بتسيير 3823حافلة إضافة إلى 2678مركبة متنوعة موزعة على مناطق المملكة المشار إليها سابقا لنقل مايزيد على 388924طالبة على أن تشمل الخدمة بقية مناطق المملكة الأخرى قريبا بمشيئة الله. مميزات المشروع وآثاره على المدن وسكانها وأوضح الدكتور الدبيخي أنه من ضمن آليات التشغيل ولتخفيف الازدحام المروري وعدد الرحلات بين أجزاء المدينة خدمة النقل المدرسي تقتصر على نقل الطالبات ضمن نطاق قبول المدرسة فقط مؤكداً إن التشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي لطالبات التعليم العام سيتحقق معه العديد من المميزات والتي يطمح إليها المسئولون عن المشروع وكذلك الطالبات المستفيدات منه بالإضافة إلى سكان المدن التي شملها المشروع موضحاً أن من أهم تلك المميزات التحول من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص حيث أن النقل المدرسي سابقا كان يعاني من مشاكل متعددة وفي بعض الأحيان معقدة فالحافلات التي تنقل الطالبات في أغلبها تجاوزت عمرها الافتراضي وتاريخ صنعها تجاوز العشرين سنة، والسائقون في الغالب ممن تجاوزوا السن النظامية للعمل وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات تعاني كثيرا من المتابعة اليومية لهذا الكم الهائل من الحافلات وما ينتج عنها من عطل وخروج عن الخدمة نهائيا ومتابعة السائقين والتنسيق مع المدارس بعملية النقل اليومية للطالبات منها وإليها كل ذلك العمل من شأنه أن يصرف إدارات التربية والتعليم عن القيام بمهامها الرئيسة في الإشراف المباشر على المدارس للقيام بمهامها التربوية والتعليمية والرفع من مستوى الإنتاج التعليمي لتلك المدارس.لذلك فقد جاء القرار السامي الكريم المتضمن إسناد المشروع إلى القطاع الخاص ليقوم بالنقل المدرسي ولكي تقوم إدارات التربية والتعليم بدورها الرئيسي والمطلوب منها وبذلك الإسناد استطاعت وزارة التربية والتعليم ممثلة بتعليم البنات تحقيق العديد من الأهداف من خلال مشروع النقل المدرسي من أبرزها توفير وسيلة نقل آمنة ومريحة لطالبات التعليم العام كهدف مباشر من التشغيل الفعلي لهذا المشروع كما تسعى أيضا ومن خلال الأهداف غير المباشرة لهذا المشروع الحيوي إلى تغير ثقافة النقل العام لدى المجتمع فالنقل المدرسي يعتبر أحد أهم مكونات النقل العام في المدن والوزارة ومن خلال هذا المشروع الطموح تتمنى أن يكون هذا المشروع النواة لتغيير مفهوم النقل العام لدى الشعب السعودي والذي مازال لا يرغب في استخدام وسائل النقل العام فمثلاً تشير الإحصائيات إلى أن مستخدمي وسائل النقل العام في مدينة الرياض لا يتجاوزون 2.2% (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض)، 1425ه. ولاشك أن تغيير ثقافة مجتمع بأكمله تحتاج إلى جهد مضاعف ووقت طويل وتتمنى الوزارة أن يسهم هذا المشروع في الرفع من ثقافة النقل المدرسي والذي يعتبر أحد أهم العناصر في النقل العام وأن يشارك في حل العديد من المشاكل التي تعانيه مدننا في قطاع النقل. فوائد للمدينة التي يشملها المشروع وأشار الدكتور الدبيخي إن التشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي سيمكن المدن من التمتع بالعديد من الفوائد التي ستنشأ من تطبيق هذا المشروع وهذه الفوائد إما مباشرة أو غير مباشرة وتتنوع إما اقتصادية أو اجتماعية أوبيئية. وبين أن الفوائد الاقتصادية للمدن تأتي من خلال تقليل الازدحام المروري وإهدار الكثير من الوقت في التنقل داخل المدن، وبالتالي هدر الكثير من ساعات العمل بالإضافة إلى الحوادث المرورية هذا من جهة ومن جهة أخرى تقليل الاعتماد على السائقين الأجانب للأسر السعودية وبذلك تخفيف الكلفة الاقتصادية التي تتحملها هذه الأسر سواء في استخدام السائقين أو الاتفاق مع مؤسسات القطاع الخاص لهذا الغرض. وهو ما يساعد المشروع على تخفيف العبء عن أولياء الأمور بنقل بناتهم إلى مدارسهن وتوفير ساعات العمل لديهم وبالتالي زيادة الإنتاج للموظف ومن الفوائد الاجتماعية للمشروع ترابط بنات أهالي الحي من خلال لقائهن داخل الحافلة وتقليل الفوارق الاقتصادية فيما بينهن ومن الفوائد البيئية للمشروع تقليل مستوى التلوث البيئي الذي تحدثه الحافلات القديمة بالإضافة إلى التلوث البصري للمدينة لذلك فقد جاءت الحافلات الجديدة لتشارك في التقليل من التلوث البيئي للمدن وتحسن مستوى انطباع السكان عن النقل المدرسي. نظم المعلومات الجغرافية وأكد الدبيخي أن المشروع اختصر زمن الرحلة التي تقطعها الحافلة سواء في الفترة الصباحية أثناء ذهاب الطالبات إلى مدارسهن أو في فترة الظهيرة أثناء عودتهن إلى منازلهن والتي تعتبر هاجسا لأولياء الأمور وكذلك المسئولات في المدارس فضلا عن الطالبات أنفسهن إذ اعتمد المشروع على نظم المعلومات الجغرافية من خلال استخدام قواعد البيانات والخرائط الإلكترونية موضحا فيها نطاقات الخدمة والمواقع لكل مدرسة وبالتالي كل سائق حافلة معد له مسبقا المسار الأقصر والأمثل والأقل كثافة مرورية ومع تحديد نقطة الإركاب المثلى للحافلة وبذلك فقد تم تقليل فترة بقاء الطالبات في الحافلة إلى أقل وقت ممكن وبهذا الاختصار لزمن الرحلة تمكنت المدرسة من الاستفادة من الوقت المهدر سابقا في الطريق وما يحدث عنه من تأخر الطالبات المتكرر ومكّن المدرسة والطالبة من زيادة الإنتاج التعليمي والتربوي وبذلك أصبح ولي الأمر أكثر اطمئنانا وأصبح بمقدور الطالبة الاستفادة من الوقت أثناء عودتها للمدرسة وعدم إهداره في الطريق وأكد أن إيجابيات العمل بنظم المعلومات الجغرافية كثيرة ومتعددة، مشيراً إلى العديد من الفوائد من استعمال مثل هذا النظام والتي من أبرزها توفير قواعد بيانات فعلية ومحدّثة بشكل مستمر للمدارس والطالبات والحافلات، اختيار المسارات المناسبة للحافلات. تحديد نقاط الإركاب الملائمة للطالبات.معرفة العدد الفعلي للطالبات المخدومات.توفير العدد المناسب من الحافلات. تحديد نطاق الخدمة للمدارس المساعدة على متابعة الحافلات بعد ربطها بالأجهزة المناسبة. وقال المشرف على المشروع إن وجود هذه المزايا ضمن هذا النظام سيزيد بشكل عام من كفاءة وفعالية المشروع وذلك من خلال خفض تكاليف التشغيل وتقليل زمن الرحلات وتوفير مقعد مريح وخاص لكل طالبة. غرف العمليات وفي إطار الإشراف على المشروع بين الدبيخي انه تم إنشاء غرف عمليات في كل إدارة تربية وتعليم مزودة بأحدث الأجهزة لتقوم بالإشراف والمتابعة اليومية للحافلات أثناء تنقلهن وذلك لحل أي مشكلة من الممكن أن تطرأ أو توجيه حافلات بديلة ويمكن التواصل معها يوميا سواء من قبل أولياء الأمور أو من قبل السكان لإبداء أي ملاحظات على الخدمة المقدم، كما تم العمل على مشروع تأسيس نظام تتبع للمركبات آليا وستكون هذه الحافلات مرتبطة آليا عن طريق أنظمة GPS بغرف العمليات ليتمكن المسئولون في كل إدارة تربية وتعليم من متابعة الحافلة لحظة بلحظة منذ خروجها من الموقف المخصص لها في الصباح وحتى عودتها ظهرا وهذا النظام يسهل من معرفة مكان الحافلة بالتحديد وسرعة توجيهها أو استجابة الفرق الفنية إذا استدعى الأمر لذلك بشكل سريع وخاصة الحافلات التي في القرى أو الهجر وهذا النظام يعد من الأنظمة الحديثة والمطبقة في الكثير من أنظمة النقل العام المتطورة في الدول المتقدمة. توظيف السعوديين وأوضح الدبيخي أن المشروع يعمل على توظيف السعوديين في كل عناصر وأجزاء المشروع وفي جميع مناطق المملكة التي يعمل بها المشروع. حيث تم توظيف مدير نقل لكل منطقة من المناطق المشار إليها سابقا بعدد 7مدراء متخصصين في النقل من مهامهم الرئيسة إدارة التشغيل في المناطق والمتابعة اليومية في جميع المدن والمحافظات في المنطقة. وكذلك تم توظيف 37مشرفَ نقلٍ في كل مدينة من المدن في المناطق السابقة من مهامهم الرئيسة متابعة التشغيل والإشراف في المدن والمحافظات.ففي منطقة الرياض تم توظيف 13مشرفاً وفي منطقة مكةالمكرمة تم توظيف 5مشرفين وفي المنطقة الشرقية تم توظيف 3مشرفين وفي منطقة القصيم تم توظيف 5مشرفين وفي منطقة المدينةالمنورة تم توظيف 7مشرفين وفي منطقة الجوف تم توظيف 3مشرفين أما في منطقة الحدود الشمالية فقد تم توظيف 4مشرفين.وعمل المشروع أيضا على توظيف مراقبين من مهامهم الرئيسة مراقبة السائقين والإشراف على الكراجات ومواقف الحافلات وصيانتها وعددهم 73مراقباً موزعون على جميع مناطق المملكة التي يشملها المشروع وكذلك فالمشروع عمل على توظيف السائقين السعوديين في جميع الحافلات والاستغناء عن السائقين الأجانب وبذلك يسهم المشروع مساهمة إيجابية في توظيف السعوديين والتقليل من الاعتماد على الموظفين الأجانب. خصوصية الطالبات إن أولياء أمور الطالبات يسعون إلى أن يحافظوا على خصوصية بناتهم كما تسعى الوزارة جاهدة إلى ذلك وأن يتم نقلهن بكل راحة وأمان ولذلك فقد زودت الحافلات الجديدة بمستوى عال من الخصوصية والأمان بحيث لا يسمح لأي طالبة بركوب الحافلة بدون بطاقة المشروع لصعود الحافلة وقد تم رفع مستوى خصوصية الطالبات داخل جميع الحافلات وذلك بتظليلها ليتمتعن بكامل الخصوصية وزودت العديد من الحافلات بشاشات داخلية ليعرض فيها ما تعتمده المدرسة المختصة من برامج توعوية وثقافية تستمتع بها الطالبات أثناء الرحلة وتكون وسيلة نافعة لقضاء الوقت. التدريب والتثقيف وفي مجال التدريب والتثقيف قام المشروع بإعداد برامج تدريبية وتوعوية لشرائح وعناصر مهمة في المشروع فهناك حملة توعوية وتعريفية بالمشروع موجهة لطالبات التعليم العام عبر ملصقات في المدارس بلغت أكثر من 400.000ملصق وجداول دراسية بلغت أكثر من 40.000جدول دراسي ودليل للطالبة وولي أمرها مفصل فيه أهداف المشروع وإرشادات للسلامة العامة للطالبات وطبع منه أكثر من 400.000نسخة وإلى جانب ذلك ولأهمية سلامة الطالبات فقد أعد المشروع فيلم توعوي إرشادي موجه للطالبات بعدد 5000نسخة توزع على المدارس وقد أعد المشروع دليل للسائقين ولغرف العمليات يشرح للسائق كيفية التعامل تحت أي ظرف ووفق آليات محددة وكذلك مهام وواجبات المسئولين في غرف العمليات وطبع منه 5000نسخة وجميع تلك البرامج والملصقات ستوزع في الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الأول للعام 1430/1429ه بالإضافة إلى الحملة التوعوية والتثقيفية عبر وسائل الإعلام المختلفة والمتزامنة مع بداية التشغيل للمشروع. كما بدأ المشروع بتدريب وتثقيف مشرفي إدارات التعليم وشرح دور وأهداف المشروع حتى يكونون على إطلاع ودراية بأهمية وحجم المشروع وكذلك هناك حقائب تدريبية لأكثر من 5000شخص وسيشمل التدريب مشرفو ومراقبو النقل في إدارات التربية والتعليم وكذلك مشرفو النقل في كل من مؤسسة حافل وشركة أبو سرهد بالإضافة إلى المشرفات على النقل في المدارس واللاتي سيكن مسئولات عن الطالبات وإعداد القوائم واختيار عريفة من الطالبات في كل حافلة دورها المحافظة على النظام فيها وكتابة تقرير يومي للمشرفة عن أي ملاحظات والتي بدورها ترفع للمشرف في إدارة التربية والتعليم عن أي ملاحظات ويتضح أن هناك بناء هرمي للمشرفين والمشرفات الهدف منه المحافظة على الأمان وراحة الطالبات في النقل المدرسي ولن تقف برامج التدريب والتثقيف عند بداية التشغيل بل ستكون مستمرة وستطور بناء على ما يستجد. كما تم تدشين موقع للمشروع على شبكة الإنترنت يحتوي على جميع ما يتعلق بالنقل المدرسي من إدارة وتثقيف وحصر للمستفيدات وخطط تشغيلية. مؤشرات النجاح ومستقبل النقل المدرسي وأشار الدبيخي إلى أن التشغيل الفعلي لمشروع النقل المدرسي كان بمثابة إحلال للحافلات السابقة إضافة إلى ضخ موارد إضافية من حافلات وغيرها وذلك لإنهاء التكدس وكذلك فتح مسارات أخرى وبنفس عدد الطالبات السابق ولكن ومع التشغيل الفعلي للمشروع يتوقع أن يكون هناك العديد من الطلبات الجديدة من الطالبات للانضمام لهذه الخدمة والدليل على ذلك العدد الذي تقدم من الطالبات بعد التشغيل التجريبي في المدينةالمنورة في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1429/1428ه فنظرا لتحقيق المشروع العديد من الإيجابيات والأهداف التي أشرنا إلى بعض منها سابقا فقد تقدم العديد من أولياء أمور الطالبات في منطقة المدينةالمنورة إلى شمول بناتهم في هذا المشروع وذلك لما لمسوه من الأثر الإيجابي الكبير لهذا المشروع وذلك كما يلي: @ إجمالي عدد الطالبات بمنطقة المدينةالمنورة 152827طالبة. @ الطالبات المشمولات بالنقل المدرسي خلال العام 1429/1428ه بلغ 19504طالبة فقط أي ما يعادل 12.8% من إجمالي الطالبات. @ أعداد الطالبات اللاتي تقدمن بطلب الموافقة على شمولهن في خدمة النقل المدرسي في منطقة المدينةالمنورة 9293طالبة وذلك حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني 1429/1428ه. وهو ما يشير إلى أن أعداد الطالبات (في منطقة المدينةالمنورة) اللاتي يرغبن الانضمام إلى خدمة النقل المدرسي للطالبات تمثل أكثر من 47% من مجموع الطالبات المنقولات حاليا وتبذل وزارة التربية والتعليم ممثلة بتعليم البنات أقصى جهدها لتوفير وتأمين خدمة النقل المدرسي لهذه الأعداد المتزايدة حيث توقعت هذا النمو العالي والسريع بعد تشغيل المشروع وضُمّن ذلك في إستراتيجيات وخطط واضحة وطموحة لتطوير النقل المدرسي ليس فقط كصناعة ولكن كمفهوم عند المجتمع أيضا ولن تقف الوزارة عند هذا الحد بل سيكون هناك تقويم مستمر للعمل وذلك لإيمانها بأن الكمال لله وحده وأن الخطأ من طبيعة البشر لذلك فالتقويم مستمر والتطوير متجدد يوما بعد يوم ولن تثنيها شهادات النجاح التي وصلتها أو تقلل من عزمها بل ستكون داعما لها لمواصلة المسير.