(نرجس) هي البنت البكرية لأبويها، لذلك فهي الابنة المدللة التي لا تخطئ، وهي التي لايرد لها طلب ولاتكسر لها كلمة ابدا، وكعادة الاباء في اسرافهم في محبة الابن الاكبر حتى ربما زاد الامر على حده فيصل الى حد ان يظلم بقية الابناء ولا يعدل بينهم ولا تصدق كلمتهم امام كلمة الابن البكري!! @@@@ عائلة البنت البكرية(نرجس) تشتكي من نرجسيتها، تشتكي من طباعها المتغطرسة في التعامل مع بقية اخوتها، وتشتكي من نظرة حب التملك لما في ايديهم وترى انها احق منهم بكل جديد وبكل مميز، فعندما تجالسهم على سفرة الطعام تضع في صحنها كمية اكبر مما تستطيع ان تأكله وتحاول ان تسابق الجميع على قص صدر الدجاجة، وتستأثر بكل لذيذ ولو على حساب البقية، رغم نظرات الذهول من بقية العائلة ولكنها لا تلتفت اليهم ولا تعيرهم اي اهتمام، فلقد تعودت من الصغر بان افضل الموجود هو دائما لها هي، والفضلة دائما لبقية اخوتها!! @@@@ لايمكن ان ينال الغير شيئاً افضل منها، فلديها الغرفة الاجمل والمكتب الاكبر، ولو حدث ان تحصل احد اخوتها على قطعة من الاثاث افضل مما لديها فانها سوف تبكي وتخاصم وتشتكي وتنادي بحقها المهضوم حتى يضطر الاب الى اقناع الابن الاصغر بالتنازل لها عن تلك القطعة الجديدة مقابل مالدى نرجس من القديم!! @@@@ عرفت العائلة كلها بنرجسيتها وانانيتها، فقرروا ان يصبروا واتفقوا على ان يخفوا عن عينها كل جديد فلا تعرف به، ولكن الويل لهم لو وقعت على مالديهم فالمصادرة هي اولى الخطوات المتخذة ثم التسخط على الجميع بانهم متفقون على تهميشها وتخبئة الامور عنها.. @@@@ كانت نرجس ترفض ان تشارك الجميع في اي مهمة من مهمات البيت كالتنظيف اوالترتيب او مساعدة الام في الغسيل او الطبخ او التدريس لإخوانها،فكل ذلك كان من نصيب اخواتها الاصغر منها !!. @@@@ اضطر الجميع للتصبر وحاولوا ان يتعايشوا مع هذا الامر، فكلها ايام معدودة تكبر بعدها نرجس وتتغير طباعها، ولكنها كبرت فكبرت معها انانيتها، واصبحت تختال على الجميع، واصبحت تقمع كل متميز من اخوتها وتعاديه، حتى تجنب الجميع ان يمدحوا احدا امامها او يثنوا عليه، لانها سوف تذمه وتبين معايبه ونقائصه، المهم ان تقنع الجميع بأن لا احد يستحق المدح والتميز سوى نرجس!! ولذلك بقيت نرجس بلا صديق ولا حبيب، ومن الذي يريد ان يصادق النرجسي؟!! @@@@ يخطئ الآباء حين يربون الابن البكري على النرجسية من حيث لا يعلمون، وحين يزرعون في داخل نفسه الانانية ورؤية النفس فوق الاخرين، وحين اقنعوه بأنه هو المميز وان كل ما هو مميز فهو احق به، وحين سمحوا له ألا يشارك بقية اخوته في مهمات البيت وان يتعاون معهم، وان يتعود على رحمة الصغير ومساعدته وتمريض المريض، فكم تجني التربية المدللة والمترفة على الطفل حتى تنسيه روح التعاون والاسرة الواحدة وحتى تنسيه فضائل التواضع والرحمة والليونة بين الأخوان.. وللحديث بقية