احتفل بعض من كبار الوزراء في الحكومة البريطانية، يرأسهم وزير الخارجية ديفيد ميليباند، بعيد الفطر مع نخبة من المسلمين البريطانيين خلال حفل استقبال خاص أقيم بوزارة الخارجية. وقد كانت تلك فرصة لإبداء الدعم للمسلمين في المملكة المتحدة والثناء على مساهماتهم في المجتمع البريطاني الحديث. وحضر الحفل أكثر من 400مدعو جاءوا من أرجاء المملكة المتحدة، حيث رحب بهم وزير الخارجية قائلا بأنه على الرغم من موقع الحفل، فإن المسلمين يمثلون جزءا لا يتجزأ من بريطانيا الحديثة. قال السيد ميليباند: "إنكم متواجدون هنا ليس كأجانب، بل كأصدقاء وجيران ومواطنين بريطانيين نكنُّ لكم كل التقدير، ونحن هنا لكي نحتفل بالمساهمات التي تقدمونها للمجتمع البريطاني". وأثنى الوزير على الجهود التي تبذلها مجتمعات الأديان في المملكة المتحدة، حيث قال: "إن مساهمات مجتمعات الأديان في مجتمعنا البريطاني وفي سياساتنا تساعد على إبراز القيم إلى السطح في حياتنا على المستوى الوطني، وهذا غاية في الأهمية لأن في النهاية السياسات تنبع من العقول والقيام بأشياء تحقق النجاح، كما تنبع من القلوب والقيم العميقة التي نؤمن بها، وهي تتعلق بالإنصاف والمسؤولية والمواطنة التي تجمعنا مع بعضنا البعض". وأشار السيد ميليباند إلى أن مجتمعات الأديان يلعبون دور السفراء، حيث قال: "آمل أن نعمل كذلك على ضمان أن تصبح مجتمعات الأديان، وخصوصا المسلمين، سفراء لبريطانيا وللعالم كما نريده أن يكون. ومن بين الأشياء التي شعرت بالفخر الكبير تجاهها خلال العام ونصف العام الماضيين - منذ توليت مهام منصبي وزيرا للخارجية - هي أن المسلمين البريطانيين ذهبوا في زيارات إلى بنغلادش وإيران وباكستان كرموز للمساواة والأهمية التي نعلقها على المسلمين في بريطانيا، ولدحض المفاهيم الخاطئة حول موقفنا منهم، وكذلك لبناء الجسور الهامة جدا في الدبلوماسية الحديثة. وإذا كان باستطاعة مثل هذه الزيارات أن تحقق كل ذلك، فإن هذا بالتأكيد يبعث كل السرور في نفسي". وفي حديثها حول مكافحة الإرهاب، أشارت وزيرة الداخلية، جاكي سميث، إلى الأدوار الهامة التي لعبها المسلمون البريطانيون. قالت الوزيرة: "إن الدور الذي لعبه الكثيرون منكم في بناء جاليات أكثر ترابطا، وفي دعم وجهة النظر الأساسية التي هي على المدى الطويل ستكون السبيل الذي نتبعه لمكافحة الإرهاب، كان في الحقيقة من خلال التأكيد على القيم التي نشترك بها جميعنا. وإن ثني الآخرين عن الانجراف أصلا نحو التطرف العنيف يعتبر أساسيا جدا، وقوة العزيمة المتمثلة هنا بينكم تمنحني الإيمان والثقة بأننا سوف نتمكن من تحقيق ذلك في بلدنا هذا وعلى الصعيد الدولي، وأن ننقلب ليس ضد من يسعون للتسبب بالقتل والدمار فحسب، بل كذلك ضد من يريدون التسبب بزرع بذور الفرقة بيننا، وأعتقد بأن العزيمة المتمثلة بالحضور هذا المساء تبين بأننا لن نسمح لذلك بأن يحدث أبدا". كما أشادت وزيرة الجاليات، هيزل بليرز، بالتنوّع في المملكة المتحدة والقوة التي منحها هذا التنوّع للمجتمع البريطاني. لقد شهد حفل الاستقبال المقام بمناسبة عيد الفطر كيف أن الحكومة البريطانية تدرك أهمية الدور الأساسي الذي يلعبه المسلمون في مستقبل بريطانيا الحديثة.