الأسر السعودية تبدأ معركة استعادة ضبط "الساعة البيولوجية"

مهمة شاقة لتغيير مواعيد الأكل والنوم بعد الإجازة الطويلة

تسعى العديد من الأسر إلى إعادة ترتيب برنامجها اليومي الذي تغير خلال الإجازة الطويلة وشهد تغيراً في العادات الغذائية والمواعيد لجميع أفراد الأسرة كالسهر المتواصل وعدم انتظام الوجبات والركون للكسل والدعة وقلة الحركة.
وعلى الرغم من أن الوقت يبدو متأخراً إلا أن الكثير من الأسر ستبدأ اعتباراً من الليلة ضبط الساعة البيولوجية لتتوافق مع العودة إلى المدارس والعمل.
وترى تهاني عبدالله (أخصائية تغذية) أن فهماً قاصراً ارتبط بمفاهيم الناس وتصوراتهم عن الإجازة معتبرين إياها فرصة للسهر الطويل الذي يصل إلى ساعات متأخرة من الليل الأمر الذي يحدث خللاً وتغييراً في نظام الساعة البيولوجية يستحيل معها الليل إلى نهار والنهار إلى ليل وهو ما يخلق إشكالية كبيرة مع أول أيام العودة إلى المدارس والعمل.
ويعتبر عبدالله الزهراني (رب أسرة) أن ثمة صعوبة كبيرة في اعادة ضبط هذه الساعة البيولوجية للأسر معتبراً هذا الخلل إشكالية تتكرر كل عام "ولم نصل بعد للوعي الذي يجعلنا أسراً مثالية في التعامل مع شهر رمضان أو الإجازة بشكل عام".
ويحذر الدكتور محمد السيد من مخاطر محتملة لاختلال الساعة البيولوجية خصوصاً لدى المراهقين ما قد يؤدي لأمراض خطيرة-لا قدر الله-كالسرطان أو أمراض القلب أو الرئة أو حتى الموت وفقاً لدراسات حديثة قام بها باحثون وعلماء أكدت جميعها على ضرورة ضبط الساعة البيولوجية انطلاقاً من أهميتها وارتباطها وتحكمها في تصرفات الإنسان واعتبارها "مفتاح السر" الذي يسيّر حياة الإنسان وتؤثر في مزاجه وسلوكه.
وبنبرة لا تخلو من حسرة وتوجع يعبر المواطن منصور الحبابي عن خيبته من الاختلال في نظام الأسرة ويرى انه عبء يضاف لأعباء لا تقل أهمية عن هذا الاعتلال وهو ما يتمثل في الموازنات المالية التي ستواجهها الأسر في كافة المناطق والأعباء المالية المنتظرة لمواجهة سيل طلبات الأبناء من مستلزمات دراسية للعام الجديد متسائلاً كيف يمكننا التعامل مع هكذا ظرف في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء هل نؤمن طلبات فلذات الأكباد أم نتفرغ لمتابعتهم في نومهم وصحوهم.
ويعلل مقبل عايض القحطاني (موظف) أن هذا الاعتلال في تنظيم برنامج الأسر يعود إلى غياب الرؤية الواعية والفقر في الفكر الاستراتيجي إذ يتعين على الكل أن يحسن برمجة نفسه أولا ثم برمجة أسرته محملاً الوالدين هذا الخلل وما يترتب عليه على اعتبار أن الأبناء يسيرون على ما ينشئهم عليه والداهم وتمنى القحطاني أن تعيد كل أسرة حساباتها وتضع لها حلولاً واستراتيجية لمواجهة الحياة بشكل سلس والتمتع بمباهجها دونما إخلال.من المؤكد أن أسرا سعودية كثيرة ستواجه مشكلة كبيرة الليلة خصوصاً مع ابنائها الطلاب الذين سيبدؤون عامهم الدراسي الجديد غداً.