إن المرحلة العمرية من 12- 18عاما هي مرحلة عناد وإصرار على السهر خاصة في الإجازة الصيفية حيث يصر الأطفال والمراهقين على مواصلة السهر مع الأهل أو من دونهم حتى ساعات الصباح الباكر مما يؤدي إلى حدوث خلل كبير بالساعة البيولوجية لديهم حيث تظهر سلبياتها على شكل اضطراب نفسي وسلوكي أثناء استيقاظهم ويلاحظ سهر الأطفال والمراهقين في المملكة خلال الصيف بشكل مثير للجدل وتقع المسئولية على الأهل الذين لا يضعون أي ضوابط أو حدود للسهر مما ينعكس سلبا على الأسرة من خلافات بين الأب والأم حيث يرمي الأب اللوم على الأم لعدم قدرتها على تنظيم وقت النوم للأطفال. وأرى من الضروري أن يبرمج الآباء أوقات نوم أطفالهم واستيقاظهم وذلك من خلال تجنيب اللعب والترفيه خلال ساعات الليل المتأخرة وتخصيص الساعات المناسبة خلال النهار للقيام بتلك الأنشطة. وينصح أيضا بخفض الإضاءة أو إطفائها ليلا لإضفاء جو هادئ يدفع الأطفال للنوم. كما يجب أن يكون الوالدان أكثر حزما والتزاما بالتعليمات التي يوجهونها للطفل فذلك يعلمه الالتزام بها ويعرف مدى جديتها. وأن الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة تنعكس عليه آثار السهر بشكل كبير فيصبح الطفل أكثر عصبية وغضبا وقلقا ويشعر بالنعاس والكسل خلال النهار مما يؤثر على أنشطته اليومية بشكل ملحوظ. ومع قرب وقت الدراسة ينصح بضرورة إعادة ضبط وقت النوم للصغار بشكل تدريجي حتى يعود لوضعه الطبيعي الذي كان عليه أيام الدراسة وعودة الساعة البيولوجية إلى مواعيدها المعتادة ويتم ذلك من خلال تقديم وقت وجبة تناول طعام العشاء وتنظيم وقت اللعب ومشاهدة التلفاز وفتح النوافذ خلال وقت النهار لدخول اكبر كمية من ضوء الشمس لمنح الجسم نشاطا ويقظة وكذلك تجنيب الأطفال تناول المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة لتعود الساعة البيولوجية لوضعها الطبيعي. * أخصائي اجتماعي بمجمع الامل للصحة النفسية بالرياض