قامت مجموعة من الأكاديميات والسيدات السعوديات بإطلاق موقع الفضيلة وهو موقع لجمعية تحت التأسيس، فكرتها حسب ما ورد في صفحتها الرئيسية: "نحن مجموعة من المواطنات السعوديات، وقد قررنا تأسيس جمعية خاصة لحماية المجتمعات العربية والإسلامية من التأثيرات الضارة لبعض القنوات الفضائية". والهدف المعلن جميل في زمن شاع فيه الفن الرخيص، والقائمات على الجمعية هن أستاذات قديرات لهن اعتبارهن واحترامهن كمبادرات لحلول فعلية لأزمة الإعلام العربي، لكني أحب مساندة الفكرة والجمعية بشكل عام بوجهة نظر، فالناس تقول دائماً "المخرج عاوز كده" وأقول: بل الجمهورعاوز كده، وللأسف فإن ما يعرض في قنواتنا العربية ما هو إلا تلبية لرغبات الجمهور. وبلا شك كان ولازال هدف هذه القنوات تجارياً بحتاً فهي تبحث عن الربح وإن كان على حساب القيم، لذلك تمنيتُ لو أن الجمعية توجهت للجمهور العريض الذي يشجع على هذا الإسفاف بدلاً من الحديث بلغة سيادية تبدأ في كل فقرة من فقراتها ب"لن نسمح"، فاللغة القاطعة لا تتناسب مع صفة الجمعية هذا أولاً، والثاني أن الأهداف كبرت أو صغرت لابد لها من آليات واستراتيجيات لتنفيذها .. وكنتُ أحب لو خرجت الجمعية بإستراتيجية واضحة لتفعيل الفضيلة في إعلامنا بدلاً من المنع العام. تبقى الجمعيات؛ جهود تطوعية لا تتصف بالرسمية وبالتالي لا تملك الصلاحيات التي تؤهلها للقطع بعدم السماح، وتعلمون أن وقود هذه الجمعيات هو الجمهور/الشعب الذي يجب أن يشترك في صناعة الإعلام الذي يرغب به، فتوجيه الجمهور لتناول الإعلام الصحي؛ وحده الكفيل بتغيير وجه فضائياتنا، فالفضاء حر ولن نستطيع أبداً حجب ما نراه سيّئاً لكننا نستطيع توجيه وعي الناس إلى ما يستحق المشاهدة.