يشبه البعض هجمة القنوات أو «المراقص» الفضائية بهجمة الجراد الصحراوي. لكن اتضح لنا اليوم أن هجمة القنوات والمراقص الفضائية أشد خطورة. فبينما يعمد أبناء معظم الدول التي يهاجمها الجراد عادة إلى أكله.. فإن القنوات الفضائية هي التي تأكُلنا؟! فلو كان في إمكاننا «أكل» القنوات الفضائية لأصبحت شعوبنا الأعلى تغذية بين شعوب العالم جميعاً. الغريب أنه كلما تزايد الهجوم على قنوات الرقص والغناء والخلاعة، كلما تزايد عدد هذه القنوات وتزايد عدد مشاهديها. وهو الأمر الذي يُعطي مزيدا من الصدقية للمقولة المشهورة التي تقول: «الجمهور عاوز كده»! لذا فقبل أن نلوم أصحاب هذه القنوات علينا أن نلوم هذا الجمهور، الذين أصبحت قلوبهم مُعلقة في مثل هذه الفضائيات؟! إن مجتمعاتنا، وللأسف الشديد، هي مجتمعات أكثر انشغالا بالتفاهة، وسعيدة بها، ويستطيع الفرد منا تبرير هذه التفاهة بكل السبل والوسائل بدعوى البحث عن لقمة العيش، أو الادعاء بان الآخرين فاسدون وهكذا. لكن يتفاقم هذا الداء عندما نصبح أيضاً فاقدي القدرة على النقد الذاتي. لنكتشف شيئا فشيئا بأنه ليس الجمهور فقط هو «إللي عاوز كده».. بل آخرين أيضا؟! [email protected]