أصبحت أجهزة الحاسوب من أهم أدوات العصر الحالي فالبعض منا يتعايش معها بشكل يومي في العمل والمنزل وأينما ذهب عبر الأجهزة الذكية المحمولة. والبعض الآخر استهواها لقضاء وقت فراغه لتصفح الإنترنت وألعاب الحاسوب. والشريحة الأكبر هي شريحة الأعمال والمستثمرين الذين تسير الشبكة العنكبوتية أعمالهم التجارية والمالية. فما هو واجبنا تجاه تصفح آمن؟ إن معرفة الخطوات الأساسية لتصفح آمن يجب أن تكون من أولويات جميع متصفحي الشبكة. فالوعي لدى المستخدمين بأن الإتصال بأي نقطة لاسكلية أو سلكية للإبحار في الإنترنت قد يترتب وراءه تطبيقات مهمتها التنصت على البيانات العابرة من تلك النقطة كبداية اتصالنا بالشبكة مروراً بنوعية المواقع التي نتصفحها من مواقع بنكية وأخرى للبيع والشراء. سأوجز الكلام عن نوعية تلك المخاطر بتصنيفها كما صنفها المختصون الى أن الهجوم على الأجهزة منه الفعال والآخر غير الفعال. ويقصد بهذا التصنيف هو الطريقة في الهجوم إذ أن الصنف الفعال منه يتم من خلال قنوات تنقل البيانات كالتنصت على المعلومات العابرة عبر قنوات الشبكة وهذا النوع من الهجوم يصعب التنبؤ به ولكن يسهل تجنبه من زاوية أخرى. أما الصنف غير الفعال فهو الهجوم الذي يهدف إلى ايجاد ثغرة في نظام الحماية بدون أي أهداف لسرقة معلومات معينة ويعتبر هذا النوع من أشدها خطورة إذ يسهل التنبؤ ومتابعة الهجمات ولكن من الصعب الوقاية من أخطارها. إن مجموعة البرامج والأجهزة المصممة لتأمين التصفح والحفاظ على سرية المعلومة وأمان الشبكة تنطوي تحت مصطلح أمن الحاسوب. ولتبسيط الفكرة فإن أمن الحاسوب يتكون من عناصر أساسية تبدأ من الجدار الناري لترشيح ثغرات ومنافذ تطبيقات الإنترنت عبر التحكم بمنافذ اتصال الشبكة. أما العنصر الآخر فهو مكافحة الفيروسات والغالبية من المستخدمين يعي أهميتها ولكن الأهم من مجرد تنصيبها هو العمل الدائم على تحديث قاعدة بيانات التطبيقات المكافحة للفيروسات لتتمكن من مجارات العدد الهائل من الفيروسات الحديثة المنتشرة عبر الشبكة مع تحديث ملفات أنظمة التشغيل. يتبقى أيضاً أن من العناصر الأساسية في حماية الحاسوب هو سلوك المستخدم. فلاشك أن المستخدم هو الراصد الأول لجميع الأعراض الغريبة التي قد تطرأ على جهازه وقد يكون المسبب الأول لوجود أي ثغرة أمنية. فاستخدام أجهزة الغير للدخول الى الحسابات الشخصية وما شابهها هو سلوك يجب الحذر منه إذ قد ينطوي على تلك الأجهزة برامج تجسسية وأخرى لتعقب تصفح المستخدم عبر الإنترنت مما يشكل خطراً على سرية بياناتك وتعاملاتك البنكية. تأكد دائماً من حذف ومسح جميع سجلات التصفح وملفات الكوكيز من قائمة خيارات الإنترنت في المتصفح حال انتهائك من التصفح. كذلك عند التعامل مع المواقع البنكية والتجارية يجب التأكد دائماً بأن العمليات تتم من خلال قناة مشفرة وذلك بالتأكد من رابط الموقع واحتوائه على https بدلاً من http في بداية العنوان والتأكد من شهادة حماية الموقع. الحذر أيضاً من فصح أي معلومة خاصة مثل رقم الحساب البنكي أو رمز المرور رداً على أي رسالة إلكترونية تصلك على بريدك. مع الانتباه عند التسوق عبر الإنترنت بادخال بطاقة الائتمان أو أي معلومات شخصية عن طريق مواقع إلكترونية موثوقة. وكما أن أقفال المنازل والمراكز التجارية تقفل بمفاتيح فجميع تعاملاتك الإلكترونية معتمدة على نفس المفهوم باستخدام كلمات المرور. فاختيار كلمات المرور مهم جداً في عالم أمن المعلومات إذ يجب أن لا تقل كلمة المرور عن ثماني خانات مع تطعيمها بالأرقام والرموز مثل النقطة والقوس وعلامة التعجب واستخدام الحروف الانكليزية الكبيرة والصغيرة لضمان عدم كسر الشفرة بسهولة. مع الأخذ في الاحتياط تغيير كلمات المرور بشكل دوري واستخدام كلمات مرور مختلفة للبريد واخرى للحساب البنكي وهكذا. أخيراً كثر في الآونة الأخيرة رسائل الاصطياد والتي تطلق على تلك الرسائل التي تردنا على البريد الالكتروني منتحلة جهة مالية تطلب الاستجابة لتك الرسائل بحيث تكون الهيئة العامة لها مشابهة تماماً من حيث الشعار الوارد والعناوين للجهة الحقيقية، يجب اهمالها وإبلاغ الجهة الحقيقية بتلك الرسائل لتوعية المستخدمين. تمنياتي للجميع بتصفح آمن. [email protected]