كشفت إذاعة "راديو حيفا" الإسرائيلية في تقرير بثته عبر موقعها على شبكة الإنترنت، عن تفاصيل حفل إفطار جماعي رتبت له الطائفة الأحمدية والتي تتخذ من إسرائيل مقراً رسميا لها، وحضره الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز"، وسط تقارب إسرائيلي غير محدود من تلك الطائفة. ضمن تلك التفاصيل الغريبة ما قاله بيريز "لو كنتُ أعلم أن الأكل في رمضان سيكون بهذه اللذة لكنت قد صمت معكم طوال الشهر، لكن الأهم من الأكل هو الجو الروحي الذي شعرت به"! وضمن التفاصيل أيضا تعليقه حينما شاهد إحدى اللافتات التي كتب عليها شعار الطائفة وهو "الحب والسلام للجميع ولا كراهية لأحد" إذ قال إن ذلك يتشابه مع ما قاله الزعيم الإسرائيلي "دافيد بن غوريون" مؤسس إسرائيل حينما طلب اليه أن يوجز التوراة في كلمة واحدة، فقال "حب الجميع مثل حبك لنفسك" وقوله إن هذا يتشابه كثيراً مع الأفكار التي تؤمن بها الطائفة الأحمدية!، وضمن التفاصيل أيضا التي كشفها التقرير أن أمير الجماعة الأحمدية "محمد شريف عودة" منح الرئيس الإسرائيلي نسخة من المصحف الشريف وبعض الكتب الخاصة بأفكار الجماعة ومبادئها.!! وبغض النظر عن الطائفة الأحمدية وما نعرفه عنها من مواقف متطرفة فإن مشاركة بيريز وتصريحاته لابد أن تدفع إلى تساؤلات محوطة بالحيرة وكل صنوف الدهشة اذ كيف يتسق أن يكون رئيس دولة لا تهز فيه شعرةً إراقةُ دماء بريئة لأطفال المسلمين في فلسطين حريصاً على مشاركة المسلمين - أو حتى طائفة منهم - مشاعرهم واحتفالاتهم في شهر رمضان حد الادعاء باستعداده أن يصوم كما يصومون؟! أول ما يأتي الى الذهن أنها مناورة سياسية أراد بها رئيس الدولة اليهودية أن يرى العالم وجهه المتسامح الطيب، وموقفه كإنسان حضاري يحترم دين غيره ولا يناصبه العداء، وهمومه وهواجسه النازعة دائما باتجاه السلام بين الجميع بغض النظر عن الدين والانتماء، ويعزز هذا التصور مواقف كثيرة مشابهة في عديد من الدول وفي عديد من المناسبات!! غير أننا مع تقرير آخر قد أرى أنه بالغ الخطورة تبدو مشاركة بيريز في سياق آخر.. فقد كشف "أفيندف فيتكون" مراسل الشؤون العلمية بصحيفة ماكور ريشون الإسرائيلية النقاب عن، فكرة يسعى خبير البرمجيات الإسرائيلي "تسيفى مسيناي" للترويج لها تقوم الفكرة على دعوة ل "تهويد الفلسطينيين، بزعم أن الفلسطينيين في الأصل يهود، حد أنه يرى أن ذلك من شأنه أن يساهم في حل النزاع العربي - الإسرائيلي، وجاء في تقرير الصحيفة اليمينية الدينية: إن فكرة مسيناي تعتمد في الأساس على أن الفلسطينيين في الأصل كانوا يهوداً قبل الفتح العربي لبلاد الشام ومن بينها فلسطين، وأشارت الصحيفة إلى عدد من أسماء الأسر الفلسطينية العريقة في الضفة الغربية ذات الأصل اليهودي، من بينها أسرة طه، وعامر، ورابي وسلامي وعثمان، وعائلة بولاد، فأجدادهم جميعا كانوا في الأصل يهودا !! كما أشار مراسل الصحيفة في تقريره إلى أن ما يشير إليه الباحث الإسرائيلي ربما يكون حقيقة!! وقال إنه إذا ما أمعنت النظر في وجه القيادي الفلسطيني المعروف "أحمد قريع" -أبو علاء- وهو من عائلة قريع العريقة ستدرك بأنه في الأصل كان يهودياً!! مشاركة بيريز للمسلمين، ودعوة مسيناي الى العودة للأصول والجذور فيما أظن خطاب واحد، موجه بالأساس الينا، يقول هؤلاء: هم ونحن في فلسطين، شعب واحد وإن اختلفت الديانات، ووطن واحد يفتح حدوده أمام الجميع تسامح جميل فمن أجل أي شيء يتناحر العرب حولنا من كل جانب؟!!