حلت علينا ذكرى عزيزة على أنفسنا وهي توحيد هذا الوطن الغالي. على يد المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله وأسكنه فسيح جناته. وطني ولا كل الأوطان، نعم إنه ولا كل الأوطان بما حباه الله من خيرات كثيرة لا تجدها في أوطان الدنيا قاطبة، ففيه أطهر بقاع الدنيا بيت الله الحرام ومسجد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهي بلاد مقدسة منذ آلاف السنين وحباه الله بخيرات وثروات قل ما تجدها في بلاد أخرى في باطن ارضه وموقع فريد بين قارات الأرض فله منا الوفاء والحب والولاء. إن الوطن يستحق منا كل العطاء والتفاني لرفعته من بين الأوطان. إنه كيان متكامل من أطرافه ينصهر فيه جميع أفراده من شماله لجنوبه وشرقه لغربه كلهم واحد وكلهم وطن واحد ويد واحدة تحت قيادتنا الرشيدة حفظها الله. إن المسؤولية عظيمة على غرس حب الوطن في الأجيال القادمة والجهود تتضافر من المنزل إلى المدرسة إلى الجامعة إلى مكان العمل. فضل الله علينا ثم فضل المؤسس الملك عبدالعزيز سيبقى للأبد ففضله على أبنائنا وأجدادنا نراه اليوم في أنفسنا وسوف يراه أبناؤنا من بعدنا.. الملك عبدالعزيز وحد هذه البلاد وقد عانى في توحيدها ونذر نفسه لخدمة الإسلام وهذا الوطن في وقت أقل ما يقال عنه من أصعب الأوقات التي مرت على هذه البلاد. ففي مرحلة تاريخية من ضياع إلى وجود من شتات إلى اجتماع ومن خوف إلى أمن ومن لا مكان إلى مكان ومن لا وطن إلى وطن يفخر به كل مواطن هذا هو فضل عبدالعزيز بعد الله علينا فله منا الدعاء له بالرحمة وسيبقى في أنفسنا فضله للأبد وعسى أن يقدرنا الله على العمل لرفعة هذا البلد وخدمته. الملك عبدالعزيز جمع شمل قبائل متناحرة ومناطق أشبه ما يقال عنها مناطق مقفلة متباعدة لا تعرف عن بعضها إلا القليل جمعهم تحت لواء التوحيد وحب الوطن. ونحن نعيش اليوم حياة كلها خير ونعمة على أبنائه الملوك من بعده. وأًصبحت بلادنا من العالم الأول، بفضل من الله وجهود قيادات نذرت نفسها لخدمة هذه البلاد ولرفع شأنه. فمع كل يوم جديد نرى ما هو جديد لخير هذه البلاد في جميع المجالات: التعليم، الصحة وكل ما يمس الوطن وحياة المواطن والأهم من ذلك هل نبقى نطلب من الوطن كل شيء. أم أنه له حق علينا لأن نعطيه كل شيء ليبقى لنا ونحافظ عليه في كل الظروف وفي كل زمن تتلاطم فيه الأمواج من كل محيط. إننا عاهدنا الله وولاة أمر هذه البلاد على الطاعة والولاء بمثل ما عاهدوا أباؤنا وأجدادنا وسنظل وسيظل أبناؤنا من بعدنا على نفس الطريق إن شاء الله لخدمة هذا الوطن والحفاظ عليه وعلى مقدراته والرفع من شأنه في كل زمان ومكان ومن بين كل الأمم.