استهل هذه الكلمة بهذه المناسبة الطيبة المباركة، ألا وهي عودة مليكنا المفدى بقول الشاعر: وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام بقلوب مؤمنة، وألسنة شاكرة، نحمد الله -عز وجل- على سلامتكم، ونشكره إذ مَنّ علينا من فضله بعودتكم سالمين، فله الحمد والشكر، ولكم يا قائدنا الأجر والعافية، فلأنتم يا مليكنا المفدّى أجهدتم أنفسكم حرصًا منكم على حمل المسؤولية -وما أثقلها- على عاتقكم؛ ليبقى وطننا وطن الشموخ بقيادتكم الحكيمة، نعم إن الهمم العالية، والنفوس الأبية لا ترتضي إلاّ بالقمم سكنًا، وبالمروءات منهجًَا، وبإحقاق الحق، وإرساء العدل دستورًا، وأنت يا مليكنا المفدى كنت -ومازلت- كذلك، أَوَلست أنت القائل: (وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستورًا، والإسلام منهجًا، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة)؟ نعم يا مليكنا المفدى، لقد جسّدت أقوالك سلوكًا ومنهجًا تسير عليه، فكنت المثل الأعلى للقائد الذي رعى فأحسن الرعاية، فكنت ملكًا للإنسانية برحمتك وعطفك داخل المملكة وخارجها، فحق للإنسانية أن تفخر بمليكها، وأن تجدد له العهد، عهد الوفاء والولاء، وها هي ذي القلوب قبل الحناجر تتضرع إلى الله أن يحرسكم، وأن يحفظكم، وأن يديم عزكم، فحمدًا لله على سلامتكم يا قائدنا، وهنيئًا للوطن بعودة قائده الذي لم ولن يغيب عن قلوب أبنائه؛ لأنه ساكن في قلوبهم، قائدًا، وأبًا، ومثلاً أعلى. نسأل المولى أن يديمكم ذخرًا لهذا الوطن، وأن يديم عليكم صحتكم؛ لتبقى يا مليكنا مثلاً أعلى في الإيثار والتضحية، وهذا ليس غريبًا عنكم يا ملك الإنسانية. فقد عرفناك أبًا عطوفًا، وقائدًا حكيمًا، ويدًا حانيةً تحنو على أبنائها، بل تحنو على كل إنسان، فاستحققتم يا مليكنا المفدّى أن تكونوا ملكًا للإنسانية والقلوب، بل إن الإنسانية تُوّجت بكم، فكنتم وسامًا على صدرها. لكم منَّا يا مليكنا المفدّى الولاء والوفاء، وعهدًا أن نكون رجالكم البارّين الذين يحفظون العهد، وأن نعمل كلٌّ في موقعه لمتابعة مسيرة النهضة والبناء والتطوير خلف قيادتكم الحكيمة. فسر يا مليكنا على بركة الله، والله يرعاكم. نسأل الله العلي القدير أن يحفظكم من كل سوء، وأن يشد من أزركم، وأن يسدد خطاكم لكل ما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا إنه سميع مجيب الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مساعد عويض الطائفي - جدة