قال الشاعر المعروف المرحوم محمد بن لعبون: أبو زرقا على خدّه علامه تحلاّها كما نقشٍ بغازِي عليه قلوب عشّاقه توامى تكسّر مثل تكسير القزازِ وقال آخر، من الفصيح له خال على صفحات خدّ كنقطة عنبر في صحن مرمرء وأجفان بأسياف تنادي على عاصي الهوى الله أكبرء تلك هي الصفات التي رأتها أدبيات الشعر في وصف الجمال، ويوجد غيرها، ولكن ليس من بينها "عمليات تكبير الشفاه". الجمال العربي القديم لم يكن يعرف مفردة ( نيو لوك ) أو ( فريش لوك ) Look New أو "الطلّة الجديدة". لم يكن الناس يبالون بقول الآخرين عن شكل الأنف أو لون العيون واتساع الجفون . أما في وقتنا الحاضر فقد قامت عيادات التجميل المترفة التي يذهب اليها من قيل لهُ : هذا الانف غير جميل، وجراحة بسيطة تجعلهُ (أي الأنف) "سلّة سيف". في عيادات اطباء التجميل تعطى الإشارات لتغيير الشكل، شكل الانف والخدود والشفتين وشد الوجه ورفع الصدر وشفط الدهون وغيرها من الامور التي باتت الموضة تتحكم فيها . إحدى النساء، كما قرأت، قامت بعملية تكبير شفاه لان الموضة اليوم هي للشفاه الغليظة ، ولم تُلاحظ العيادة التي قامت بإجراء عملية التكبير تلك، أن المرأة لديها استعداد أو قابلية لسيولة الدم عند تغير الضغط الجوّي، وكانت النتيجة أن تشققت الشفة عند أول رحلة طيران، والمادة التي تستخدم لتكبير الشفة تصمد لثلاث الى اربعة اعوام، فإذا تغيّرت الموضة فلكل حادث حديث .. !! ويمكن عندئذ البحث في "تصغير" الشفة . يبدو أن الموضة هي التي تتحكم، وليس الجمال والذوق . أظن أن بعض النساء لا يذهبن الى عيادات التجميل وفي أذهانهن ما يُردن. يذهبن لسماع الجديد والاستشارة أولاً ومن ثم "التنفيذ ". من الواضح ان الإقبال على عيادات التجميل بات كبيرا وأن نصيبها من ميزانية الأسرة كبير . إذا أخذنا في الاعتبار أن الرجال بدأوا يبحثون عن النضارة بشد الوجه . إحصائية طالت بعض مراكز التجميل في لبنان تتحدث عن ستين بالمئة من زوار عيادات التجميل من غير اللبنانيين، عشرون بالمئة منهم من الرجال وغالبيتهم تريد كما يسمى بلغة التجميل إعادة عقارب الساعة الى الوراء. فالتجميل كما يقول أطباؤه لا يُعيد امرأة في الأربعين أو الستين إلى سن العشرين ولكن يمكن أن يعيدها عشرة إلى خمسة عشر عاما الى الوراء ..