لم يعد السعي نحو الجمال قاصراً على الجنس الناعم في الأردن، فقد أفادت أرقام غير منشورة حصلت عليها «الحياة»، بأن 30 في المئة من مراجعي عيادات التجميل في عمان هم من فئة الذكور. وبينما ظلت عمليات التجميل الجراحية حكراً حتى وقت قريب على الأردنيات، يقول خبراء واستشاريون في علم الجراحة والترميم، إن «الأردنيين باتوا يزاحمون النساء في ميادين عمليات التجميل». لكن الأمر اللافت هو توجه سياسيين واقتصاديين بارزين في المملكة إلى البحث عن آخر عمليات التجميل، وتسليم أجسادهم لمشارط الجراحيين دون تردد. ويقول أحد أبرز اختصاصيي التجميل في الأردن، والرئيس السابق «للرابطة العربية للجراحة والتجميل»، إن كثيرين من زبائنه «هم من السياسيين والاقتصاديين المشهورين في البلاد». ويضيف الطبيب الذي التقته «الحياة» في عيادته بعمان، أن «أعداداً لا يستهان بها من الذكور يقدمون على عمليات نفخ الشفاه وتصغير الثدي أو تكبيره وإزالة الشعر بواسطة الليزر». والهوس الذي أصاب الرجال في الأردن دفع كثيرين إلى الوقوف على أبواب المصارف للحصول على قروض تمكنهم إجراء عمليات ظلت لفترة طويلة حكراً على النساء والأثرياء. وفي العيادة التي يؤمها كثيرون من الشبان الباحثين عن وجوه جديدة، تحدث الطبيب عن مراجعين يؤمون عيادته حاملين صوراً للممثل التركي كيفانش تاليتوغ المشهور ب «مهند» إضافة إلى المغني اللبناني عاصي الحلاني أملاً بالحصول على بعض سماتهما! ويكشف الطبيب عن دراسة بحثية يعمل على إنجازها، تقول إن «30 في المئة من مراجعي عيادات التجميل في الأردن هم من الرجال ومن مختلف الأعمار». الشاب حسن أبو سيف (22 سنة) يسكن في إحدى ضواحي عمان، ونجح في تغيير ملامحه لدرجة أن أحداً لم يستطع التعرف عليه بسهولة. ويقول: «عندما حسمت قراري وخضعت لمشرط الجراح، لم يخطر ببالي أن الناس قد يعتبرون تجميل مظهري انتقاصاً من رجولتي». وتمكن حسن خلال فترة وجيزة من تكبير ثدييه مستعيناً بمادة السيلكون، كما أجرى عمليات أخرى لنفخ الشفتين والخدين. أما حسام أبو زاهر (29 سنة) فقد غيرت المرآة وزوجته من آرائه كثيراً. فبعد سنوات من الأخذ والرد ورفضه اللجوء إلى عيادات التجميل، قرر خوض رحلة البحث عن الخلاص من أنفه الطويل، عبر جراحة مكنته الحصول على أنف آخر بلا عيوب. والآن وبعد مرور أشهر على إجرائه للعملية التجميلية، يقول أبو زاهر إن «الناس توقفوا عن انتقادي أو النظر إلي بعين السخرية». ويرى هذا الشاب أن تجربته الناجحة «تمثل حافزاً للعديد من الشبان الذين يعانون إشكالات خلقية تؤثر على نفسيتهم». ويقول الطبيب إن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على عمليات التجميل بين الذكور، تتراوح بين 20 و30 سنة، لكنه يتحدث عن إقبال فئة أخرى من الذكور تجاوزت سن ال40 لا سيما المتعلقة بشفط الدهون وشد الوجه. ويقول: «هناك من لا يقبل بتقدم العمر، ويسعى جاهداً إلى إخفاء آثاره». ويتابع: «كثيرون من المقبلين على الزواج يسعون لجراحات التجميل والترميم، لتحسين فرص قبولهم بين الفتيات». ويذكر الطبيب أن الأردنيين «يملكون معلومات جيدة عن عمليات التجميل، والمقبلون على تلك العمليات ليسوا بالضرورة من ميسوري الدخل، بل إن بعض الحالات تسعى إلى القروض المصرفية وتسديد فاتورة العملية بالتقسيط». وتراوح كلفة الجراحات التجميلية بين 1500 دينار (حوالى ألفي دولار) لتجميل الأنف ونحو 2500 دينار لتكبير الصدر. ويقول الطبيب النفسي حسين خزاعي: «الرجال طالما نظروا إلى أجسادهم بنوع من الاعتزاز، ولم يكونوا آبهين بالعمليات التجميلية لكن تغير الوقت، والمجتمع صار اكثر اهتماماً بصورة الجسد رجلاً كان أم امرأة».