قبل كل مناسبة رياضية تسهب وسائل إعلامنا في الحديث عن استعدادات أبطالنا وقدراتهم الخارقة وما سيحققونه من انجازات بفضل خططنا المدروسة ونتائجها الملموسة ونغادر قبل موعد المناسبة بفترة طويلة في زفة رياضية بوفود إدارية وإعلامية كبيرة وحين تبدأ المنافسات وينكشف المستور ونتصدر مؤخرة المسابقات تتوالى الأعذار والوعود بالتعويض حتى تنتهي البطولة فنشيد بأسلوب مكرر بما تحقق من خبرة واحتكاك بالأبطال سنجني فوائدها في البطولة القادمة. ومع أنني لست من كتاب الرياضة ولا من منتدبيها ومطبليها ومرتزقهيا إلا أنني اخترت هذه المقدمة لأؤكد أننا نقسو على رعاية الشباب بتقييم أدائها من خلال نتائج ممثلينا في المناسبات الرياضية رغم أنها قدمت انجازات تفوق ما قدمته أجهزة حكومية أخرى ولكي يكون التقييم عادلاً فإنني سأتخيل إقامة أولمبياد للجهات الحكومية نتائجه كما يلي: @ في بطولة العمل حاولنا بندواتنا وتصريحاتنا ووعودنا منافسة دول تؤمن فرص عمل كريم لمواطنيها وتصرف للعاطلين منهم مخصصات مالية وحصلنا على المركز..... @ وفي بطولة الصناعة حاولنا بمصانع الشابورة وأكياس البلاستيك منافسة مصانع الطائرات والسيارات والأسلحة والحاسبات الآلية وحصلنا على المركز ..... @ وفي بطولة الاستثمار الأجنبي حولنا بمستثمري الفول والحمص وبمجسمات المدن الاقتصادية منافسة دول استقطبت مصانع وتقنيات ورؤوس أموال ضخمة وحصلنا على المركز .... @ وفي بطولة الصحة حاولنا بمراكزنا الصحية وبعض مستشفياتنا المتهالكة (المتاحة للمواطن البسيط) منافسة المستشفيات العالمية وأنظمة التأمين التي تحافظ على الصحة والكرامة وحصلنا على المركز .... @ وفي بطولة التربية والتعليم حاولنا بمدارسنا المستأجرة وتعليمنا الببغائي والفوضوية والتجاوزات والمحسوبيات منافسة المباني المدرسية الجميلة المنتشرة في غالبية دول العالم بأنظمتها التعليمية ومناهجها المتطورة وانضباطية أجهزتها الإدارية وحصلنا على المركز ..... @ وفي بطولة البلديان حاولنا بمدن دون أرصفة أو حدائق أو مرافق عامة وبطرقات مرصوصة بمحلات صغيرة عشوائية نتستر فيها على ملايين الوافدين منافسة مدن العالم بطرقها المنظمة وأحيائها السكنية الجميلة وحصلنا على المركز .... @ وفي بطولة النقل العام حاولنا بباصات خط البلدة وقطارنا الوحيد منافسة القطار الأوروبي السريع وشبكات المترو الباريسية وحصلنا على المركز .... @ وفي بطولة المياه حاولنا المشاركة بشبكاتنا المهترئة ووايتاتنا الزرقاء والصفراء ولم يسمح لنا لأنهم لم يصدقوا أن هناك مياه تنقل بالسيارات في القرن الحادي والعشرين. @ وفي بطولة المرور لم يسمح لفريقنا بالمشاركة لأنهم لم يصدقوا أن لدينا جهازاً معنياً بتنظيم المرور. @ وفي بطولة التجارة حاولنا بنظام مكافحة الغش التجاري وبمراقبينا المسالمين منافسة الأنظمة الصارمة للدول المشاركة وتم استبعادنا بعد أن تبين أن وفدنا يرتدي ملابس رياضية رديئة مقلدة!! ولعدم رغبتي في الإطالة على القارئ الكريم اختم مقالي وأترك له (دون أدنى مسؤولية) حرية استكمال بقية النتائج.