ونواصل تخصيص مقالات هذا الشهر الكريم للحديث عن العمل الخيري في بلادنا عبر اختيار نماذج من الممارسات البارزة، ونذكر دائماً بأن العمل الخيري والاجتماعي يستحق منا جميعاً الدعم والاهتمام سواء كان ذلك في شهر رمضان أو غيره من الشهور، كما نعتذر إن لم نستطع طرح تفاصيل عديدة في مشروع العمل الخيري الاجتماعي في بلادنا وفي استعراض عدد أكبر من المشاريع والممارسات في هذا الشأن، فالهدف هو إلقاء الضوء على بعض النماذج والتذكير بأن هذه البلاد فيها العديد من نماذج الخير وتحمل المسؤولية الاجتماعية. هذا المقال سيلقي الضوء على واحدة من أهم الجمعيات الخيرية ببلادنا ألا وهي جمعية الايتام (إنسان)، ويكفي في البدء الإشارة إلى أن رئيسها وراعيها الأول، هو سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، امير منطقة الرياض، لندرك حجم الاهتمام والعناية الذي تلقاه جمعية إنسان. جمعية إنسان أسست لتقديم كافة أوجه الرعاية المادية والمعنوية والاجتماعية والصحية للأيتام ومن في حكمهم منذ الولادة وحتى يستطيعوا مواجهة الحياة وقد بدأت فكرتها إدراكاً من أهالي مدينة الرياض بأهمية رعاية الأيتام من خلال إنشاء جمعية خيرية تعنى بهم، حيث رحب سمو الأمير سلمان وبدون تردد بالفكرة وتبناها حتى صدرت موافقة المقام السامي الكريم بتأسيسها بتاريخ 1419/6/22ه . الجمعية لا تكتفي بمجرد تقديم المساعدة بل تسهم في تأهيل الايتام للحصول على الفرص الوظيفية المناسبة، كما أنها ولكي تضمن استمرارية عطائها تسعى إلى تنمية مواردها عن طريق التبرعات والهبات والصدقات والزكوات والأوقاف والاستثمارات. قال تعالى في محكم التنزيل (فأما اليتيم فلا تقهر) وقال تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة - وأشار كهاتين بالسبابة والوسطى) فأصبح جزاء كافل اليتيم، صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، أسأل الله تعالى أن نفوز جميعاً بهذا الجزاء العظيم . من هنا أقتبس كلمات رئيس مجلس إدارة الجمعية سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالدعوة الصادقة المخلصة لأهل الخير والفضل، بالوقوف بجانب هذه الجمعية بما يستطيع كل واحد منهم، بالمال، والقلم، والرأي لدعمها، وتحقيق أهدافها الإنسانية، من أجل رعاية فلذات أكبادنا، ممن كتب الله عليهم فقد أحد الأبوين، أو كليهما، لنفوز - بإذن الله تعالى - بصحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى .