رسم "ربيع" في أول أيام رمضان كاريكاتيراً رائعاً لرجل يجلس أمام التلفاز مغلقاً عينيه وهو يتذكر حديث النبي عليه السلام "اللهم إني صائم"، الكاريكاتير جميل جداً واستطاع إيصال رسالة عظيمة من خلال رسمة واحدة!. نفس الفكرة قُدمت من خلال حملة نشطت خلال الشهر الماضي عبر الإنترنت تحت شعار "أناصايم. ..وأنت"؟. تستهدف الحملة أعضاء التجمعات الإلكترونية بشكل عام، فرؤية القائمين عليها أنهم يرفضون تعميم الإعلام لسلوكيات ومفاهيم غير صحيحة عن رمضان وجعله أهم موسم "ترويجي" مربِح وذلك لكثافة المشاهدين الذين وُجِهَت ثقافتهم إلى اعتبار رمضان "متعة" تلفزيونية، ولذلك فهم يسعون إلى إعادة توجيه الوعي الجماهيري بمعنى الصيام في رمضان الذي يشمل صيام الجسد والنفس وذلك بترشيد الاستهلاك للعدد الهائل من المسلسلات، وبالفعل تفاعل الكثير من أعضاء التجمعات في الإنترنت ووضعوا (تصاميم) الحملة في تواقيعهم ودعوا زملاءهم للمشاركة معهم في المقاطعة التلفازية. ورغم كون الجهد شبابي لا يعود لجهة رسمية لكنه جهد مميز جداً ويبشر بجيل شاب يفكر في ما يتناوله كل يوم في أطباق الإعلام. الجميل في الحملة أنها لاتستهدف السعودية فقط بل شملت البلدان العربية وسعت لترجمة تصاميمها إلى الإنجليزية والتركية أيضاً.. ف موجة رمضان "الفنية" لم تقتصر على بلد دون الآخر بل عمّت البلاد بأكثر من سبعين مسلسلاً وبرنامجاً رمضانياً تطرح كل سنة وتتنافس لنيل أكبر حصة من المشاهدين!. وصرنا نحن الضحايا لهذا السباق المحموم فتغيّر وجه رمضان المطمئن إلى وجه نائم أول النهار وآكل بنهم آخره ثم ساهر على العبث الذي تبثه الفضائيات في آخر الليل!. شكراً للشباب القائمين على الحملة.. ضموني معكم.. مقاطعة لكل ما يؤذي صيامي في رمضان الخير، سأبحث عن بديل "تلفازي" مناسب يضيف لصيامي لذة ومعنى.. ويحترم الشهر الكريم.. ف "أنا صايم وانت"؟.