تستغل معظم الفضائيات العربية شهر رمضان، لتخصص ساعات من إرسالها، في ضخ عدد كبير من الدراما التلفازية، ترصد لها الأمول الطائلة، وتحشد لها ممثلات فاتنات بأصباغهن، وأقراطهن، وقوامهن الجميل، وحركاتهن الناعمة، وهن مرتديات ملابس نسائية مثيرة، في مشاهد ساخنة، وإيحاءات جنسية، يسندها رقص يلهب غرائز المشاهدين، هم تلك الفضائيات وشركات الإنتاج، جمع الأموال، وبسط النفوذ، غير معترفة بشيء اسمه العيب، أو الحلال، أو الحرام، حتى ليكاد المشاهد الغلبان يصاب بالتخمة، ولا يهمها أن يتعرض لعسر الهضم، إنما المهم تقييده بشاشاتها، والتنافس على كعكة الإعلانات وتقاسمها، وقل أن تجد قناة فضائية عربية، لا تحشد في برامجها مسلسلات في رمضان، معظمها تحرر مفرط، حتى لتردد إن إحدى الممثلات رفضت الاستعانة بدوبليرة، لتجسيد مشهد اغتصابها، وأصرت على أن تجسده بنفسها، وتظل هذه المسلسلات حتى الهزيع الأخير من الليل، ومن لا يعجبه هذا النمط فليبلط البحر. لماذا تلهث الفضائيات العربية وراء الدراما الهابطة في رمضان على وجه التحديد؟ هل ينبغي أن تكون ليالي رمضان «هز وسط»؟ وترفيه مستهلك، وجاهز ومعلب في شركات الإنتاج العربية، ينتظر من يزيل عنه الغبار، ليأخذ طريقه إلى عين المشاهد الذي طالما بحث عن إنتاج درامي راق فلم يجده، بل وجد اعتداء على الدراما التاريخية، والشعبية، والمجتمعية ذات المضامين الهادفة أو الناقلة لصورة من الماضي (باب الحارة على سبيل المثال) وعلى استحياء تأتي أحيانا بعض المسلسلات التي تتخذ طابعا دينيا. ألا يستحسن أن تخصص جزءا من برامجها لترفيه ممتع غير مبتذل؟ لقد سقطت عند المشاهد العربي الواعي نظرية «المخرج عايز كدا» التي فرضت على أجواء بعض الفضائيات العربية، في حمى التنافس غير الرشيد، وكسب المشاهد حتى لو كان على حساب الاعتداء على قيمه الدينية والاجتماعية؟ منذ أعوام درج التلفاز السعودي على الخروج من تلك القاعدة، وهو ما سبب له إزعاجا متواصلا من بعض المشاهدين، الذين رأوا أنه لابد أن يجاري الأوضاع السائدة في الفضائيات العربية، ناسين أو متناسين خصوصية المجتمع السعودي، وما تتميز أراضيه من وجود الأماكن المقدسة (مكةالمكرمة والمدينة المنورة) فضلا عن الأجواء الإيمانية الرمضانية، حتى إن كثيرا من أبناء المجتمعات العربية والإسلامية، يفضلون صيام رمضان في رحاب مكة والمدينة، ليتمتعوا بروحانيات هذا الشهر، وقضاء أيام وليالي مليئة بالإيمان الذي يعلو على أي شيء، ومن ثم فلا تجد في التلفاز السعودي: ممثلا خانعا، أو ممثلة مبتذلة، أو هز الوسط على ركبة ونص وإنما تجد برامج وقورة، وتجد الضحكة التي تصدر من القلوب بلا سخرية، ويظل التلفاز السعودي الجواد الذي يركض في كل الاتجاهات، محاولا السير تارة بسرعة، وتارة أخرى ببطء شديد، وللظروف أحكام. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة