في الأعوام الماضية فرض الإنشاد الديني مكانته عبر برامج الفتاوى والمسلسلات الدينية وخاصة في شهر رمضان البعض من الفضائيات العربية اختار أصواتاً محددة لمطربين مشهورين للظهور في برامجها لكسب المشاهد العربي وتحقيق اكبر نسبة مشاهدة، على الجانب الآخر اعتبر هؤلاء المطربون أن الإنشاد الديني فرصة مناسبة لاستقطاب نوعية أخرى من المشاهدين الملتزمين. في هذا العام وقبل رمضان بأيام صرح أكثر من فنان سعودي رغبتهم اعتزال الأغاني المصحوبة بالمعازف والفرق الموسيقية والاتجاه نحو الإنشاد الديني والاقتصار في أعمالهم القادمة على القصائد الإسلامية التي تحمل هموم وفكر المجتمعات الإسلامية والمشاركة في إيصال القضايا الإنسانية في العالم للقضاء على الإرهاب ومحاربة الفقر والجوع في العالم وغيرها من القضايا .. ومن المعروف أن الإنشاد الديني موجود في المملكة قبل إعلان هؤلاء الفنانين هذه الخطوة فالإنشاد له محبوه وقد برز لنا خلال السنوات الماضية العديد من الأصوات للمنشدين السعوديين والخليجيين والعرب الذين تميزت تسجيلاتهم بروعة الأفكار في التعريف بالإسلام ونصرة الرسول الكريم من الهجمات العنصرية الإعلامية الموجهة للمسلمين من خلال بساطة الأسلوب وجمال الكلمات وعذوبة الصوت كما أخذ البعض منهم السعي إلى تنفيذ الأناشيد باللغة الانجليزية لإيصالها إلى اكبر عدد من الناس أو ترجمتها إلى لغات العالم الحية، والبعض منهم تخصص في أناشيد الأطفال التي تحمل القيم الإسلامية كنوع من الإسهام في التثقيف التربوي وغرس المفاهيم والواجبات الاجتماعية عند الأطفال لسهولة تعلمها عن طريق الاستماع والترديد. والإنشاد الديني ليس بالخط الجديد في عالم الغناء عند المطربين اليوم إنما له تاريخ وسيرة بدأت منذ عهد أحمد بن طولون عام 332في مصر عبر مجموعة من المكبرين الذين يتناوبون التكبير والتهليل والنشيد في ليالي رمضان أو قبل صلاتي الفجر والجمع وعرف بعد ذلك بالابتهالات الدينية المطولة والتي كانت تعمل على نشر القصص الدينية عبر قوالب زجلية ملحنة بدون معازف ومنذ أن ظهرت في مصر اقتصرت على الجمعات الصوفية من المنشدين الرجال دون النساء وخاصة في القرن التاسع عشر.